تعد قضايا تعلم الأطفال الذين يظهرون ببطء تقدماً في مراحل تطورهم العقلي والاجتماعي موضوعًا معقدًا وحساسًا يثير اهتمام الكثيرين في مختلف المجتمعات. وفي هذا السياق، يأتي كتاب “تعليم الطفل بطيء التعلم” الذي ألفه الكتّاب محمد خطاب وأحمد عبد الكريم، ليسلط الضوء على هذه الظاهرة ويقدم رؤى متعمقة حول أسبابها وكيفية التعامل معها.
تنطلق رحلة استكشاف هذا الموضوع الشائك من خلال الفصل الأول من الكتاب، الذي يتناول الطفل بطيء التعلم بشكل شامل. يبدأ الكتاب بتقديم قاعدة مهمة تشير إلى أن جزءًا قليلاً من السلوك الإنساني يمكن تفسيره عبر الغريزة، حيث يعكس معظم سلوك الإنسان نتيجة لعمليات التعلم. ومن هنا يظهر أهمية البحث في تلك العمليات التعليمية، التي تعد جزءاً أساسياً من علم النفس.
وفي استمرار للفصل الأول، يتطرق الكتاب إلى مفهوم التعلم ويبرز أهميته كإحدى الأقسام الأساسية في مجال علم النفس. يسلط الضوء على كيفية تأثير التعلم في تشكيل سلوك الإنسان وتطويره، مما يبرز أهمية فهم هذه العمليات لمفهوم بطء التعلم.
وفيما يلي، يقوم الكتاب بمناقشة أسباب بطء التعلم، حيث يرتبط ذلك بتراكم الصعوبات التي تواجه الفرد أثناء عمليات التعلم. يتناول الكتاب بعمق كيف يمكن للتحديات والصعوبات التي يواجهها الأطفال أن تؤثر سلبًا على تقدمهم التعليمي. ويوضح كيف يمكن أن تكون هذه الصعوبات تراكمية، مما يبرز ضرورة التدخل المبكر والفعّال لتجاوز تلك التحديات.
الكتاب، الذي يمتد عبر 128 صفحة، تم نشره في عام 2008 على يد دار الثقافة للنشر والتوزيع، ويتميز بغلاف كرتوني يجسد جوانب من محتواه. ويركز الكتاب ضمن فئة الأسرة والطفل، مع التركيز الخاص على تربية الأطفال.