في كتابه الجديد بعنوان “التعليم الخاطئ: مخاطر تعليم الأطفال في سن ما قبل المدرسة”، يقدم ديفيد إلكيند تصورًا شاملاً للآباء يهدف إلى مساعدتهم في تجنب التعليم الخاطئ لأطفالهم الصغار الذي يتزايد في الوقت الحالي. يتناول الكتاب ظاهرة انحراف البرامج التعليمية المخصصة للأطفال في سن المدرسة الابتدائية لصالح تعليم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، سواء في المدارس أو في المنازل.
يُظهر الدكتور إلكيند، في هذا السياق، كيف أن الكتب والمحاضرات ووسائل الإعلام تروج لفكرة أنه يمكن للطفل الوحيد الذي ينمو بنجاح وينافس بفاعلية في عالم البالغين أن يكون “طفل فائق”، وهو ما يحث الآباء على تعليم الرضع والأطفال الصغار مهارات أكاديمية ورياضية. ومع ذلك، هناك أدلة كبيرة تشير إلى أن التعليم المبكر يمكن أن يسبب أذى دائم، وأن الأطفال الصغار الذين يتعرضون لهذا النوع من الضغط يعانون، في الواقع، من مخاطر نفسية وجسدية.
يوضح الدكتور إلكيند الفارق الكبير بين عقل طفل ما قبل المدرسة (كيف يعمل) وعقل طفل في سن المدرسة. يبرز بوضوح قدرة الأطفال الصغار على التعلم عندما يتم تقديم ممارسات الوالدين والتعليم التنموي المناسب لهذه المرحلة. يظهر لنا كيف يدعم التعليم الصحي ويشجع على عملية التعلم الطبيعية التي يستكشف بها الأطفال ويفهمون عالمهم المباشر. ويُظهر كيف يتجاهل التعليم الخاطئ هذه العملية، حيث يحاول تعليم أشياء غير مناسبة في وقت غير مناسب. وبالتالي، نرى كيف يمكن أن يتسبب التعليم الخاطئ المبكر في تلف دائم لتقدير الطفل لذاته، وفقدان المواقف الإيجابية التي يحتاجها الطفل لتعلم إعاقة الهدايا والمواهب الطبيعية.
أخيرًا، يناقش الدكتور إلكيند ما يجب أن يبحث عنه الآباء عند اتخاذ قرارات حول مراحل التعليم الأولى لأطفالهم، وأي البرامج التي تعتبر الأكثر اعتباراً للفرد الطفل. وفي قسم خاص، يجيب على الأسئلة الأكثر شيوعًا التي يسمعها من الآباء. صدر الكتاب عن دار النشر نوف في نوفمبر من العام 1987، ويندرج تحت فئة “التعليم، والطفولة المبكرة (بما في ذلك مرحلة ما قبل المدرسة والروضة)”.