تعتبر كتب الذكريات والسير الذاتية من أكثر الأنواع الأدبية إلهامًا وإثراءً للقارئ، فهي تقدم نافذة عميقة إلى حياة الشخصيات وتجاربهم وتحدياتهم وانتصاراتهم. ومن بين هذه الكتب الإلهامية تبرز “تعلم الغناء: سماع الموسيقى في حياتك” للكتاب كلاي آيكن وأليسون جلوك.
يأخذنا الكتاب في رحلة مثيرة عبر حياة كلاي آيكن، الذي لم يكن يحلم يومًا بأن يصبح نجمًا في عالم الموسيقى الشعبية. فقد كانت طموحاته تتمحور حول أن يصبح معلمًا، ربما حتى مديرًا لمدرسة ثانوية. ومع ذلك، تحققت توقعات والدته، التي كانت متأكدة من أن هناك سببًا وجيهًا وراء قدرته على الغناء.
ينطلق كلاي في هذا الكتاب من القلب ليحكي قصة نجاحه المدهشة وما تعنيه له هذه النجاحات غير المتوقعة. يتحدث بصراحة عن حياته قبل وبعد شهرته الفورية في برنامج American Idol، وكيف تغيرت حياته، وكيف يكافح للتكيف مع الحياة في الأضواء العامة.
يصف كيف كان طفولته وحيدة: الأب الذي تخلى عنه، والمتنمرين في المدرسة الذين عذبوه، والأم التي علمته أن يكون قويًا، والأصدقاء والمعلمين الذين، أكثر مما يعلمون، ساعدوه على المضي قدمًا. ويصف حياته الجديدة في لوس أنجلوس – حيث تتواجد حفلات توزيع الجوائز والملابس المجانية ووجود الأفوكادو غير المرغوب فيه في كل الطعام. والأهم من ذلك، يكشف عما اكتشفه من خلال الانغماس في قلب ثقافة البوب الملتهبة: ما يتطلبه الأمر منه للبقاء وفياً لذاته وتذكر الدروس التي تعلمها وهو ينمو في رالي، نورث كارولينا.
يشارك كي الكفاح من أجل البقاء رجلا يمكن أن تفخر به والدته، ويكتب عن الإيمان الذي يسنده اليوم كما فعل عندما كان غريبًا وغير مرغوب فيه. “أؤمن بأن الله لديه اتجاه لي. لم يعطني هذه الحياة فقط لكي أشتري منزلا كبيرًا وسيارة دفع رباعي. مهمتي هي العطاء وأن أكون إنسانًا لائقًا بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يصفقون باسمي.”
ستحتضن أصدقاء كي – القدامى من كارولينا الشمالية والملايين من الأصدقاء الجدد الذين يحبون صوته – هذه السيرة الذاتية الملهمة بقدر ما يحتضنون بهجته الموسيقية. يذكر “تعلم الغناء” بأن أي شيء ممكن. مثل أغنية مثالية، ستطير روحك إلى أبعد الحدود.