6 إرشادات لتحمي طفلك من التعرض للتحرش الجنسي
يُعتبر تحصين الأطفال ضد مخاطر التحرش الجنسي أحد أهم مسؤوليات الأهل في عالم اليوم، حيث يتعرض الأطفال إلى تهديدات متعددة من أفراد قد يكونون داخل الأسرة أو خارجها. تزداد أهمية تعزيز الوعي بهذا الموضوع وتوعية الأطفال بضرورة حماية أنفسهم، لتمكينهم من التصدي لأي مواقف غير لائقة قد يتعرضون لها. يعتمد ذلك بشكل أساسي على تأسيس بيئة آمنة، وتعليم الأطفال مبادئ الاحترام لحدودهم الجسدية والعاطفية، فضلاً عن تقديم الدعم النفسي اللازم لتجاوز أي مواقف مؤلمة.
1. تعليم الأطفال عن حدودهم الجسدية والعاطفية
تتمثل أولى خطوات الوقاية من التحرش الجنسي في تعليم الأطفال ما يُعتبر سلوكاً طبيعياً وآمناً من حيث حدودهم الشخصية. يجب على الأهل تعليم أطفالهم أن أجسادهم ملك لهم فقط، وأنه لا يجوز لأي شخص، مهما كان، لمس أو اقتحام هذه الحدود دون إذنهم. فمثلاً، يمكن تعليم الأطفال أن أجسادهم هي ملكهم، وعليهم أن يُشعروا بالراحة عند التعبير عن رفض أي نوع من التلامس الجسدي. من الضروري أيضاً توجيه الأطفال إلى ضرورة طلب المساعدة فوراً إذا تعرضوا لمحاولة انتهاك هذه الحدود.
تشمل هذه التوجيهات تعليم الأطفال أن بعض الأفعال غير اللائقة لا تقتصر فقط على الاعتداء الجسدي، بل قد تتضمن نظرات أو كلمات غير لائقة. وهذا يمكن أن يشمل التنبيه إلى حقيقة أن الكلمات والأفعال العاطفية، مثل إخبارهم بأنهم “مميزون” بطريقة غير لائقة، قد تكون بداية لمواقف مرفوضة.
2. فتح قناة تواصل مفتوحة مع الطفل
تعتبر القدرة على التحدث بحرية مع الطفل حول موضوعات حساسة من العوامل الأساسية في الوقاية من التحرش الجنسي. يجب أن يشعر الطفل بالأمان في التحدث عن أي شيء يزعجه أو يشعره بعدم الراحة. إذا نشأت ثقافة في المنزل تسمح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم بحرية، يمكن أن تزداد فرص اكتشاف أي مواقف غير آمنة قد يتعرض لها الطفل.
يجب أن يتجنب الأهل إظهار ردود فعل غاضبة أو محبطة إذا بدأ الطفل في التعبير عن مخاوفه أو مشاعره السلبية. بدلاً من ذلك، ينبغي أن يكون الرد دافئًا، داعمًا ومشجعًا. من خلال هذه البيئة، يتعلم الطفل أن يكون أكثر راحة في التعبير عن نفسه دون خوف من اللوم أو العقاب.
3. تعريف الأطفال بما يجب فعله في المواقف غير الآمنة
من المفيد توجيه الطفل نحو سلوكيات محددة يجب اتباعها في حال شعر بأنه في موقف غير آمن. ينبغي تعليم الطفل كيف يواجه أي شخص يقترب منه بطريقة غير مريحة أو يتطلب منه تجاوز حدوده الجسدية. يتضمن ذلك تدريب الأطفال على كيفية قول “لا” بثقة وبصوت عالٍ، وتوجيههم إلى الهروب فورًا إلى مكان آمن، سواء كان المنزل أو مكانًا عامًا.
أيضاً، يجب تعليم الأطفال كيفية تحديد الأشخاص الذين يمكنهم اللجوء إليهم في حالة حدوث شيء غير لائق. ينبغي أن يعرف الطفل أن شخصًا بالغًا يمكنه الوثوق به، سواء كان أحد الوالدين أو المعلمين أو الأصدقاء المقربين. من المهم أن يعرف الطفل أن طلب المساعدة ليس ضعفًا بل خطوة ضرورية لحمايته.
4. التحقق من الأشخاص الذين يتعامل معهم الطفل
أحد العوامل الحاسمة في حماية الطفل من التحرش الجنسي هو معرفة الأشخاص الذين يختلط بهم، سواء كانوا من العائلة أو الأصدقاء أو المعارف. يجب أن تكون هناك محادثات مستمرة مع الطفل حول الأشخاص الذين من الممكن أن يكونوا مصدر خطر، حتى ولو كانوا من المقربين. لا يعني ذلك تشجيع الطفل على الشك في الجميع، بل يتعلق بزيادة الوعي وفتح الحوار حول العلامات التي قد تشير إلى تصرفات مريبة.
في نفس الوقت، يجب أن يتعلم الطفل كيفية الإبلاغ عن أي تصرف يشعر بعدم الراحة تجاهه من أي شخص، بغض النظر عن مكانته أو علاقته بالعائلة. إن تأكيد الأهل على هذه النقطة يُعزز شعور الطفل بالأمان والإحساس بالتحكم في مواقف قد تكون غير مألوفة له.
5. تعليم الأطفال على استخدام التكنولوجيا بأمان
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية من الأدوات التي يمكن أن تعرض الأطفال لمخاطر التحرش الجنسي، خاصة في حال لم يتم مراقبة سلوكهم الرقمي بشكل مستمر. يتعين على الأهل أن يكونوا على دراية بمكان تواجد أطفالهم على الإنترنت والأشخاص الذين يتعاملون معهم. يجب على الأطفال أن يعرفوا أهمية الخصوصية على الإنترنت، وألا يشاركون معلوماتهم الشخصية مع الغرباء.
من الضروري تحديد قواعد لاستخدام الإنترنت، مثل عدم إجراء محادثات مع غرباء وعدم مشاركة الصور أو المعلومات الشخصية. كما ينبغي مراقبة الأنشطة الرقمية للطفل بشكل دوري للتأكد من سلامته، وفي حالة اكتشاف أي سلوك مريب أو تعرض الطفل لمحتوى غير لائق، يجب مناقشة الموضوع مع الطفل فورًا واتخاذ الإجراءات اللازمة.
6. تعزيز الثقة بالنفس وتعليم الأطفال طرق الدفاع عن النفس
من الطرق الفعالة لحماية الأطفال من التحرش الجنسي هو تعزيز الثقة بالنفس. الطفل الذي يثق في نفسه ويشعر بالقوة الداخلية يكون أكثر قدرة على الدفاع عن نفسه في المواقف التي قد يواجهها. تُعد تمارين الدفاع عن النفس، سواء كانت بدنية أو نفسية، من الأدوات المفيدة التي يجب أن يتعلمها الطفل.
تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة الرياضية مثل الكاراتيه أو الجودو يمكن أن يساعده في بناء قوته البدنية والثقة في قدراته. بالإضافة إلى ذلك، تعلم الأطفال كيفية اتخاذ قرارات سريعة ومؤثرة في الحالات الطارئة يعد جزءًا أساسيًا من حماية الذات.
الخاتمة:
إن حماية الأطفال من التحرش الجنسي تتطلب تعاونًا مستمرًا بين الأهل والمجتمع. من خلال تعلم الأطفال كيفية حماية أنفسهم، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، يمكن أن نضمن لهم بيئة آمنة تعزز من سلامتهم النفسية والجسدية.
