“تعرف إلى ذاكرتك” هو عنوان يشير إلى عمق وتعقيدات الجانب الداخلي للإنسان، وهو كتاب من سلسلة علوم الإيزوتيريك، التي تندرج تحت مظلة علوم بواطن الأمور، حيث يُعتبر الإنسان الهدف الدائم والأبدي لها. يقدم الكتاب رحلة استكشافية دقيقة في عالم الذاكرة، الذي يُعتبر أكثر تعقيدًا وعمقًا مما يُعتقد عادةً، حيث تتدرج طبيعتها ومقدراتها عبر مراتب وأبعاد متعددة من الوعي.
في جوهره، يُعرّف الكتاب الذاكرة كقسم متفتح ونشط ومنظم من الوعي، مؤكدًا على دورها الحاسم في تركيز الانتباه وتنظيم المعرفة في الوعي البشري. يبرز الكتاب أصل الذاكرة وماهيتها، بالإضافة إلى علاقتها الوثيقة بالتركيز الذهني وتطور الوعي. كما يستكشف الكتاب مختلف أنواع الذاكرة المترابطة ببعضها والمتوارية في أعماق كل فرد، مقدمًا في الوقت نفسه الأساليب الذاتية الفعّالة لتنشيط وتعزيز عمل الذاكرة.
يُختتم الكتاب بتقديم مجموعة من التمارين العملية التي تهدف إلى تعزيز وتطوير الذاكرة، وبالأخص بالنسبة للطلاب في المدارس والجامعات. وعلى الرغم من أن الذاكرة تُعتبر طاقة ذهنية، إلا أنها تحتل الدرجة الأولى في مسلمة المعرفة واكتساب الخبرات الباطنية. فهي تُعتبر نافذة صغيرة تُطل من خلالها الإنسان على أعماق العالم الغامض في الكيان، ومنها ينطلق مسار التطور الذاتي وتوسع الوعي نحو تحقيق معرفة أوسع وأعمق.
باختصار، “تعرف إلى ذاكرتك” يمثل عملًا فريدًا يقدم رؤية شاملة وعميقة في عالم الذاكرة وتأثيرها الحاسم على تطور الوعي البشري، مع تقديم أدوات وتمارين عملية لتعزيزها وتطويرها.