اختبار الإنياجرام هو أداة تحليلية تستخدم لفهم الشخصية والسلوك البشري. يعتمد هذا الاختبار على نظرية تعود إلى الفلكلور السوفيتي القديم واكتسب شهرة كبيرة في العقود الأخيرة كأداة لفهم الذات وتطوير الشخصية. تقدم نظرية الإنياجرام تصورًا للشخصية يعتمد على تسعة أنماط مختلفة، تُعرف عادة بأنماط الأرقام من واحد إلى تسعة.
هذه الأنماط تعكس نمطًا معينًا من التفكير والشعور والسلوك، وكل نمط يُعرف بصفاته الرئيسية ونقاط القوة والضعف الخاصة به. يهدف اختبار الإنياجرام إلى مساعدة الأفراد في فهم أنفسهم بشكل أفضل وفي تحديد النواحي التي يمكنهم تطويرها لتحقيق أقصى استفادة من حياتهم الشخصية والمهنية.
عند إجراء اختبار الإنياجرام، ستواجه مجموعة من الأسئلة التي تستهدف استكشاف سلوكك وتفكيرك ومشاعرك في مجموعة متنوعة من السيناريوهات. بعد الاختبار، ستحصل عادة على نتائج توضح النمط الأساسي لشخصيتك وربما بعض الأنماط الفرعية التي قد تكون لديك أيضًا.
من المهم أن تفهم أن نتائج الاختبار ليست قاعدة صارمة، بل تقدير تقريبي لشخصيتك. إنها توجه لفهمك الذاتي وليست تصنيفًا نهائيًا. يمكنك استخدام هذه المعرفة لتحسين صحتك العقلية والعاطفية، وتطوير طريقة تفاعلك مع العالم بشكل أكثر فعالية.
للحصول على الفائدة القصوى من اختبار الإنياجرام، يفضل أن تعمل مع المحترفين المتخصصين في علم النفس الذين يمكنهم تفسير النتائج بشكل أفضل وتقديم النصائح الملائمة بناءً على تحليل شخصيتك بشكل شامل. كما يمكن أن يكون التعرف على أنماط الشخصية للآخرين مفيدًا أيضًا في التفاعل معهم بشكل أفضل وفهم تصرفاتهم وتفاعلاتهم بشكل أفضل.
المزيد من المعلومات
اعتمادًا على نتائج اختبار الإنياجرام، يمكن للأفراد أن يتخذوا خطوات لتحسين صحتهم الشخصية وتطوير طريقة تفاعلهم مع العالم. هنا بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها:
-
التعرف على النمط الأساسي: بمعرفة نمط الشخصية الرئيسي الذي ينتمي إليه الفرد وفهم صفاته الرئيسية ونقاط ضعفه وقوته، يمكن للشخص أن يبدأ في رحلة النمو الشخصي. على سبيل المثال، إذا كان شخص مصنفًا كنمط واحد، الذي يتسم بالاتقان والتحكم، فقد يحتاج إلى التعلم كيفية التحرر قليلاً والسماح لنفسه بالاسترخاء والاستمتاع باللحظة بدلاً من التفكير الدائم في المستقبل.
-
العمل على نقاط الضعف: بمعرفة نقاط الضعف التي تمثل تحديات للشخصية، يمكن للفرد أن يعمل على تحسينها وتطويرها. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يواجه صعوبة في التعامل مع الضغط أو التوتر، فإن تطوير مهارات إدارة الضغط والاسترخاء قد يكون ضروريًا.
-
تعزيز القدرات الشخصية: يمكن للاختبار أيضًا تسليط الضوء على نقاط القوة للشخصية، والتي يمكن تعزيزها واستخدامها بشكل أكبر في مختلف جوانب الحياة، سواء في العمل أو العلاقات الشخصية أو النجاح الشخصي.
-
التفاعل بشكل أفضل مع الآخرين: بفهم نمط الشخصية للآخرين، يمكن للشخص أن يكون أكثر فعالية في التفاعل معهم. على سبيل المثال، إذا كان الفرد يعمل مع زميل ينتمي إلى نمط شخصية مختلف، فإن فهم نقاط القوة والضعف لهذا الزميل قد يساعد في تحسين التواصل وبناء علاقة محترمة ومثمرة.
-
البحث عن المساعدة المهنية: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري العمل مع متخصصين في علم النفس لفهم النتائج بشكل أعمق وتقديم النصائح الملائمة للتحسين الشخصي وتحقيق الأهداف.
من المهم أن يتذكر الأفراد أن الإنياجرام ليس مجرد تصنيفات ثابتة، بل هو أداة لفهم الذات تتطور مع الزمن. يمكن أن يتغير نمط الشخصية مع التجارب الحياتية والنمو الشخصي، ولذلك يجب أن يكون التفكير فيه كأداة ديناميكية تساعد في النمو والتطور الشخصي.