في بدايات مسلسل “Better Call Saul”، نُعرف بشكل أوسع على شخصية كيم ويكسلر، التي تظهر كشخصية رزينة وملتزمة بالقوانين، وتحترم مهنتها كمحامية بشكل كبير. يُسلط المسلسل الضوء على طفولتها، وتحديدًا على علاقتها الصعبة مع والدتها، التي لم تكن جيدة وكانت تشجعها على اتباع أساليب غير أخلاقية مثل السرقة والكذب.
على الرغم من استيائها من تلك الأفعال، إلا أن كيم كانت تنسجم معها، مما يُظهر تشابهًا بارزًا بين علاقتها مع والدتها وعلاقتها مع جيمي. رغم جهودها لتكون ملتزمة ونزيهة، يتضح فشلها في هذا الصدد، سواء مع والدتها أو مع جيمي. ومع تقدم الحبكة الدرامية، يُلاحظ تزايد وضوح انحراف شخصيتها نحو الأفعال السلبية.
لفهم الأسباب وراء هذا التحول، يتعين علينا العودة إلى بعض المواقف الرئيسية في المسلسل. فيكتور وجيزيل، الشخصيتين التي يتظاهران بهما جيمي وكيم في بعض اللحظات، يُظهران استخدامهما للخداع والتلاعب لتبرير أفعالهم. وهنا يتضح أن كيم ترى هذا السلوك على أنه غير رسمي بمعنى أنه خارج نطاق القوانين، مما يكشف عن الجانب المظلم في شخصيتها.
شخصية كيم ويكسلر، النزيهة في مهنتها كمحامية، تبدو متلازمة بشكل كبير مع قوانين المحاماة فقط، وخارج هذا السياق، تظهر جوانبها الظلامة بوضوح أكبر. لشخص أمضى طفولته في ظروف صعبة وتربى على الغش والسرقة، اختيارها للعمل كمحامية يعد قرارًا حكيمًا، حيث تعتبر المهنة حاجزًا يمنعها من الانجرار نحو الجانب المظلم وتُمنحها بوصلة أخلاقية.
لا يمكن اعتبار كيم شخصية جيدة من البداية، بل كانت تشبه جيمي منذ البداية. الفارق الوحيد بينهما يكمن في استخدام جيمي للحيل والأساليب السيئة بشكل صريح ومفتوح. ويظهر أن هذا يعود إلى طبيعة نشأتها، حيث تكشف الحياة مع جيمي عن جانبها الساخط والذي تحتاج إلى تفريغه. يُظهر السياق الدرامي كيف أن الحياة مع جيمي تمنحها حرية لاختراق القوانين وتعبئة جانبها الساخط، مما يفسر الترابط القوي بينهما.
في النهاية، تبدو كيم متعبة من التظاهر، حاملة حقدًا وسُخطًا تحتاج إلى تفريغ. وحياة مع جيمي تُمنحها هذا الفرصة لاختراق القوانين ورضاء جانبها المظلم، مما يفسر الرابط العميق الذي تشعر به تجاه جيمي، الذي يعتبر نسخة صريحة وأكثر حرية لكيم نفسها.
المزيد من المعلومات
في سياق تطور شخصية كيم ويكسلر، يظهر بوضوح أن مسلسل “Better Call Saul” يقدم لنا لمحة عميقة حول الجوانب المعقدة والمتناقضة في شخصيتها. على الرغم من تكرار محاولاتها في الابتعاد عن الطريق الخاطئ، يظهر أن جذور ماضيها الصعب والمظلم تظل تؤثر على قراراتها وتوجهاتها.
في مراحل لاحقة من المسلسل، تشهد شخصية كيم تحولات أكثر تعقيدًا. تتغير نظرتها للعمل القانوني وتتجه نحو اتخاذ قرارات غير تقليدية وخروج عن القوانين المعتادة. يظهر لنا هذا التطور كيف يتم تجاوزها تدريجياً من قيود المحاماة التقليدية، ويظهر الجانب الأكثر تمردًا وقوة الإرادة الذي يميز شخصيتها.
يتعمق المسلسل أيضًا في علاقتها مع جيمي مكجيل، الذي يتحول فيما بعد إلى المحامي المحنك “سول غودمان”. تظهر تلك العلاقة بشكل متزايد كعلاقة معقدة ومتناقضة، حيث تتأثر كيم بتصرفات جيمي وتتبنى بعضًا من السلوكيات الغير تقليدية التي يتبناها. يصبح لديها تأثير كبير على مسار حياتها المهنية والشخصية.
المزيد من التفاصيل تظهر حينما تواجه كيم تحديات أكثر صعوبة، ويزداد تعقيد السياق الذي تعيش فيه. يظهر أنها تتحول من الامتثال للقوانين إلى استكشاف جوانب أكثر عدم توقعًا في شخصيتها، مما يخلق توترًا دراميًا ويثير الاستفهامات حول مستقبلها ومدى تأثير قراراتها الحالية على مصيرها.
في الختام، تظل شخصية كيم ويكسلر في “Better Call Saul” محط أنظار المشاهدين بفضل تعقيداتها وتطوراتها المثيرة، مما يجعلها واحدة من الشخصيات الرئيسية التي تعزز جاذبية وجود المسلسل.