أين يكون الجنين في الشهر الخامس؟
يشكل الشهر الخامس من الحمل فترة مهمة للغاية في نمو وتطور الجنين. يعد هذا الشهر مرحلة انتقالية حيوية، حيث يبدأ الجنين في اكتساب خصائصه الخارجية، وتحدث العديد من التغيرات المهمة التي تعكس مدى تطور نموه. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أين يكون الجنين في الشهر الخامس من الحمل، وما هي التغيرات التي تطرأ عليه وعلى الأم خلال هذه الفترة.
تطور الجنين في الشهر الخامس
في بداية الشهر الخامس، يكون الجنين في مرحلة ما بعد الأسبوع الـ 16، أي أنه دخل في الجزء الثاني من الحمل. وخلال هذه الأسابيع، يبدأ الجنين في النمو بشكل ملحوظ، ويبدأ في تكوين العديد من الخصائص التي ستصبح واضحة في المراحل القادمة. دعونا نعرض أبرز هذه التغيرات:
-
الحجم والنمو العام للجنين:
مع بداية الشهر الخامس، يصل طول الجنين إلى حوالي 16 إلى 18 سم ويزن حوالي 200 إلى 300 غرام. يتمكن الجنين من القيام ببعض الحركات البدنية مثل تحريك أطرافه والركل، حتى وإن كانت الحركات غير ملحوظة للأم في بعض الأحيان. لكن مع نهاية الشهر الخامس، قد يكون الجنين قد بلغ طوله نحو 25 إلى 30 سم، ويزن بين 300 إلى 500 غرام. -
تكوين الأعضاء:
من أهم التغيرات التي تحدث للجنين في الشهر الخامس هو تطور أعضائه الداخلية والخارجية. ففي هذا الشهر، تكتمل العديد من الأعضاء الرئيسية مثل:-
القلب: يبدأ قلب الجنين في ضخ الدم بشكل منتظم، ويمكن للأطباء سماع دقات قلبه من خلال جهاز السونار.
-
الأعصاب والدماغ: يتطور الدماغ بشكل سريع، وتبدأ الأعصاب في إرسال الإشارات العصبية، مما يعزز من قدرة الجنين على الاستجابة للأصوات أو المنبهات.
-
الجهاز التنفسي: يبدأ الجنين في تطوير الرئتين، لكن التنفس لا يزال غير مكتمل حيث لا يمكنه التنفس بشكل طبيعي إلا بعد الولادة.
-
-
الحركات الأولية:
مع بداية الشهر الخامس، تبدأ حركات الجنين في الرحم في أن تصبح أكثر وضوحًا. قد تشعر الأم بأول حركات الجنين، والتي تُعرف بالركلات أو “الرفرفة”. هذه الحركات تُعد مؤشرًا إيجابيًا على تطور الجهاز العصبي للجنين، وهي تعبير عن تحسن التنسيق العضلي والعصبي. -
الجلد:
في الشهر الخامس، يظل جلد الجنين رقيقًا وشفافًا، لكنه يبدأ في تكوين طبقة دهنية رقيقة تحت الجلد. هذه الطبقة هي ما يُعرف بالـ “الدهون البنية”، والتي تساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم فيما بعد. في هذه المرحلة، لا يزال الجنين مغطى بطبقة من “اللانوجو” (الشعر الرقيق) الذي يساعد على حماية بشرته. -
الحواس:
يبدأ الجنين في هذا الشهر بتطوير حواسه. على سبيل المثال، تبدأ عيونه في التحرك تحت الجفن المغلق، وتبدأ الأذنان في استيعاب الأصوات التي تأتي من خارج الرحم، مثل صوت الأم أو الأشخاص المحيطين بها. وقد أظهرت الدراسات أن الجنين يمكنه الاستجابة للأصوات التي تأتي من البيئة الخارجية.
ما الذي تشعر به الأم في الشهر الخامس؟
مع تقدم الحمل، تتغير مشاعر المرأة الحامل بشكل ملحوظ. في الشهر الخامس، تبدأ الأعراض المبكرة للحمل في التراجع، مما يجعل الأم تشعر بتحسن عام. لكن في نفس الوقت، قد تبدأ بعض الأعراض الجديدة بالظهور.
-
زيادة في حجم البطن:
مع نمو الجنين، يبدأ بطن الأم في الظهور بشكل أكثر وضوحًا. تصبح التغيرات في شكل الجسم أكثر وضوحًا، وقد تشعر الأم بزيادة في الوزن نتيجة لتخزين السوائل وزيادة حجم الرحم. في نهاية الشهر الخامس، قد يبدأ البطن في إظهار انحناء واضح. -
تحسن الطاقة:
في بداية الحمل، كانت المرأة الحامل تشعر بالإرهاق والغثيان، لكن مع الشهر الخامس، تتراجع هذه الأعراض، وتشعر الأم بمزيد من النشاط. تشعر العديد من النساء الحوامل بأنهن في ذروة طاقتهم في هذا الشهر. -
تغيرات في الثدي:
خلال الشهر الخامس، يتطور الثدي بشكل ملحوظ. قد تلاحظ الأم أن الثديين أصبحا أكبر حجماً وأكثر حساسية، وذلك بسبب زيادة تدفق الدم إلى المنطقة. في بعض الأحيان، قد تفرز الأم بعض السائل اللبني من الثديين. -
ألم أسفل الظهر:
مع تقدم الحمل ونمو الجنين، يبدأ وزن البطن في التأثير على العمود الفقري، مما قد يسبب ألمًا أسفل الظهر. ينصح الأطباء النساء الحوامل بتجنب حمل الأشياء الثقيلة أو الوقوف لفترات طويلة لتقليل هذا الألم. -
زيادة في حركة الأمعاء:
في الشهر الخامس، يمكن أن تشعر المرأة الحامل بزيادة في حركة الأمعاء، مما قد يؤدي إلى بعض التقلصات أو الانتفاخات. قد تشعر ببعض الاضطرابات الهضمية نتيجة للتغيرات الهرمونية.
التغيرات النفسية والعاطفية في الشهر الخامس
الشهر الخامس ليس فقط مرحلة لتطور الجنين، بل هو أيضًا وقت هام لتغيرات نفسية وعاطفية في حياة الأم. قد تشعر الأم بتغيرات في مشاعرها تجاه الحمل أو الطفل الذي تحمله. في بعض الحالات، قد تجد بعض النساء الحوامل أنفسهن في حالة من السعادة المتزايدة والشعور بالاتصال بالجنين. وفي حالات أخرى، قد تواجه المرأة الحامل بعض المشاعر المتضاربة بسبب التغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها.
الفحوصات التي تجرى في الشهر الخامس
خلال الشهر الخامس، يُنصح الأطباء بإجراء فحوصات منتظمة للتأكد من صحة الجنين وسلامته. من بين الفحوصات الهامة التي يتم إجراؤها في هذا الشهر:
-
السونار:
يعتبر الفحص باستخدام جهاز السونار (الألتراساوند) من أهم الفحوصات في هذا الشهر. يمكن لهذا الفحص أن يُظهر تطور الجنين، ويتحقق الطبيب من وجود أي مشاكل قد تكون ظاهرة في هذا الوقت. -
اختبارات الدم:
من المهم إجراء فحص الدم للتأكد من مستويات الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، كما يساعد هذا الفحص في الكشف عن أي مشاكل صحية محتملة مثل فقر الدم. -
الفحص الوراثي:
في بعض الحالات، يُنصح بإجراء فحوصات وراثية للكشف عن أي أمراض أو تشوهات قد يعاني منها الجنين.
التوصيات والاحتياطات للأم في الشهر الخامس
-
الراحة والنوم: ينبغي على الأم الحامل أن تحصل على قدر كافٍ من الراحة والنوم، حيث يساعد ذلك على الحفاظ على صحتها وصحة الجنين.
-
التغذية السليمة: يجب أن تتبع الأم نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على البروتينات، الفيتامينات والمعادن، مثل حمض الفوليك والكالسيوم والحديد.
-
شرب الماء: من الضروري أن تحافظ الأم على شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف وضمان صحة الجنين.
خلاصة
إن الشهر الخامس من الحمل هو مرحلة حيوية في رحلة الحمل. يشهد الجنين خلال هذه الفترة تطورًا سريعًا في أعضائه وأجهزته، كما تزداد حركاته بشكل ملحوظ. من جهة أخرى، فإن الأم تشعر بتغيرات جسدية وعاطفية ملحوظة، مما يعكس الارتباط المتزايد بين الأم وطفلها. هذا الشهر يعد فترة هامة في تطور الجنين وصحة الأم، ويتطلب رعاية خاصة واهتمامًا من جميع الأطراف المعنية لضمان سير الحمل بشكل صحي وآمن.
