في كتابها الرائع بعنوان “تطور البحث في مجال التدريس عبر مائة عام”، تأخذنا المؤلفة تغريد عمران في رحلة ممتعة وشاملة عبر التاريخ المثير لمجال التدريس. تستحضر المؤلفة الأحداث والتحولات التي شهدها هذا المجال الحيوي على مدى القرن الماضي، ملتقطةً ببراعة اللحظات البارزة التي شكلت وجه التدريس كمجال أكاديمي وعملية تربوية.
تبدأ الرحلة بتسليط الضوء على تطور البحث في ميدان التدريس، حيث يُقدم المؤلف لنا لمحة عن أهم ملامح هذا المجال باعتباره ليس فقط تدريسًا أكاديميًا بل وعملية تربوية تهدف إلى تنمية إمكانيات المتعلم في الجوانب الذهنية والمعرفية والجسدية والوجدانية والاجتماعية.
تستعرض المؤلفة دراسات قيمة ذات دلالة، وتقدم آراء وأفكارًا ملهمة من قبل مجموعة من التربويين الذين قدموا إسهامات متميزة في هذا الميدان. يتناول الكتاب أيضًا أسس التدريس ومبادئه، مع استعراض شامل لاستراتيجياته ونماذجه وإجراءاته. يتميز الكتاب بتوضيح مصطلحات جديدة نشأت نتيجة للأبحاث والتطور في هذا الميدان المتطور.
تتناول المؤلفة في فصولها المتسلسلة كيف تحولت عملية التدريس من فن إلى علم، وكيف تطوَّرت من شكل تقليدي يعتمد على التلقين المباشر إلى عمليات مخططة يتم تصميمها وفق أسس ومبادئ تعتمد على نشاط المتعلم. ومن ثم، يستعرض الكتاب النظم التعليمية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان، مما يضيف بعمق فلسفة العلاقة بين التدريس والحياة.
تلقي المؤلفة الضوء على نماذج مبتكرة في التدريس، تستهدف تفعيل عملية التعلم في سياق الحياة اليومية. كما يُعَرَض بإيجاز جوانب مجتمعات التعلم كظاهرة حديثة توفر فرصًا دائمة لتعلم البشر.
يُغلِّف الكتاب بأسلوب غلاف ورقي يعكس أهمية المحتوى العلمي والأدبي الذي يحمله. صدر الكتاب عن دار المؤلف للنشر والطباعة والتوزيع في عام 2011، ويشكل إضافة قيمة في فهم تطوُّر مجال التدريس على مر العقود، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل باحث ومهتم بعلم التربية.