تضخم البروستات: أسباب وأعراض وعلاج حالة شائعة بين الرجال
تُعتبر غدة البروستات جزءاً أساسياً من الجهاز التناسلي الذكري، وهي تقع تحت المثانة مباشرةً وتحيط بالإحليل، وهو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم. البروستات تلعب دوراً محورياً في إنتاج السائل المنوي، الذي يغذي ويحمي الحيوانات المنوية. مع تقدم الرجال في العمر، قد تتعرض هذه الغدة لتغيرات صحية عدة، وأشهرها تضخم البروستات الحميد (Benign Prostatic Hyperplasia – BPH)، وهو حالة شائعة تصيب الكثير من الرجال، خصوصاً بعد سن الخمسين.
تعريف تضخم البروستات
تضخم البروستات الحميد هو نمو غير سرطاني في حجم البروستات، حيث تزداد خلايا الغدة في الحجم وعددها، مما يؤدي إلى زيادة حجم البروستات بشكل ملحوظ. هذا التضخم يضغط على الإحليل ويؤثر على تدفق البول، مما يسبب أعراضًا مزعجة تتعلق بالجهاز البولي. على الرغم من أن تضخم البروستات ليس ورمًا سرطانيًا، إلا أنه يؤثر على جودة حياة المريض، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى إذا تُرك دون علاج.
أسباب تضخم البروستات
الأسباب الدقيقة لتضخم البروستات لا تزال غير واضحة بشكل كامل، إلا أن الأبحاث تشير إلى عدة عوامل مرتبطة بهذا التضخم:
-
التغيرات الهرمونية مع التقدم في العمر: هناك تغيرات طبيعية في مستويات الهرمونات الذكرية، خاصة هرمون التستوستيرون، وتأثيره على هرمون آخر يدعى ديهدروتستوستيرون (DHT) داخل البروستات. تراكم DHT في البروستات يشجع نمو الخلايا وزيادة حجم الغدة.
-
التقدم في السن: يعتبر العمر هو العامل الأساسي، حيث تزداد نسبة حدوث التضخم بشكل ملحوظ بعد سن الخمسين، ويصل إلى أكثر من 80% بين الرجال في سن السبعين.
-
العوامل الوراثية: بعض الدراسات تربط بين وجود تاريخ عائلي لتضخم البروستات واحتمالية الإصابة به.
-
نمط الحياة: السمنة، ارتفاع ضغط الدم، وقلة النشاط البدني يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بتضخم البروستات.
أعراض تضخم البروستات
تختلف أعراض تضخم البروستات بحسب حجم الغدة ومدى تأثيرها على مجرى البول، ويمكن تصنيفها إلى أعراض بولية عليا وأخرى بولية سفلية:
أعراض بولية عليا
-
التردد في التبول: يشعر المريض بالحاجة المتكررة للذهاب إلى الحمام، خاصة أثناء الليل (تبول ليلي).
-
الإلحاح البولي: شعور مفاجئ وقوي بالحاجة إلى التبول يصعب تأجيله.
-
صعوبة بدء التبول: يجد الرجل صعوبة في بدء تدفق البول، أو قد يتطلب الأمر جهدًا كبيرًا.
-
تقطيع في البول: انقطاع مجرى البول أثناء التبول أو تباطؤه.
-
ضعف قوة تدفق البول: يلاحظ ضعف تدفق البول مقارنة بالمعتاد.
-
عدم إفراغ المثانة بشكل كامل: شعور بوجود بقايا بول في المثانة بعد التبول.
أعراض بولية سفلية
-
التهاب المسالك البولية المتكرر: بسبب احتباس البول في المثانة مما يهيئ بيئة مناسبة لنمو البكتيريا.
-
احتباس البول الحاد: حالة طارئة يتم فيها انسداد مجرى البول بشكل كامل، مما يمنع التبول.
-
تكوين حصوات في المثانة: بسبب البول المتبقي وعدم إفراغ المثانة بالكامل.
تشخيص تضخم البروستات
يعتمد تشخيص تضخم البروستات على مجموعة من الفحوصات السريرية والاختبارات المساعدة:
-
الفحص السريري للمريض: يشمل الفحص الرقمي للمستقيم، حيث يقوم الطبيب بإدخال إصبع داخل المستقيم ليشعر بحجم البروستات وصلابتها.
-
اختبارات البول: لفحص وجود عدوى أو دم في البول.
-
اختبار تدفق البول (Uroflowmetry): لقياس سرعة تدفق البول وحجم البول المفرغ.
-
مستوى مستضد البروستات النوعي (PSA): يساعد في استبعاد وجود سرطان البروستات، حيث يرتفع PSA أحيانًا في تضخم البروستات.
-
الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لتقييم حجم البروستات ووجود أي عوائق أو مشاكل في المثانة.
-
اختبار بقايا البول بعد التبول: لتحديد كمية البول المتبقية في المثانة بعد التبول.
علاج تضخم البروستات
يختلف علاج تضخم البروستات بحسب شدة الأعراض وتأثيرها على حياة المريض، ويتدرج العلاج من المراقبة إلى التدخل الجراحي.
1. المراقبة والمتابعة
في الحالات الخفيفة التي لا تسبب مضاعفات، يوصى بالمراقبة والمتابعة الدورية، مع نصائح للحفاظ على نمط حياة صحي. قد يتضمن ذلك تقليل تناول الكافيين والكحول، تجنب شرب السوائل قبل النوم، وممارسة التمارين الرياضية.
2. العلاج الدوائي
هناك عدة أنواع من الأدوية تستخدم لتحسين أعراض تضخم البروستات:
-
محصرات مستقبلات ألفا (Alpha-blockers): تساعد على ارتخاء عضلات البروستات وعنق المثانة مما يسهل تدفق البول، مثل التامسولوسين.
-
مثبطات 5-ألفا ريدكتاز (5-alpha reductase inhibitors): تقلل من حجم البروستات عن طريق تقليل تحويل التستوستيرون إلى DHT، مثل الفيناسترايد والدوتاستيرايد.
-
الأدوية المركبة: في بعض الحالات يُستخدم مزيج من المحصرات ومثبطات 5-ألفا لتحقيق أفضل النتائج.
-
علاجات أخرى: بعض المكملات الطبيعية مثل زيت بذور القرع أو مستخلص نبات الصبار قد تستخدم ولكن بفاعلية أقل مقارنة بالأدوية الطبية.
3. العلاجات الغازية والتداخلات الجراحية
عندما تكون الأعراض شديدة أو يحدث انسداد كامل لمجرى البول، يلجأ الأطباء إلى إجراءات جراحية أو تداخلات:
-
الجراحة المفتوحة للبروستات: تستعمل في حالات البروستات كبيرة الحجم جداً.
-
الاستئصال عبر الإحليل (TURP): إزالة جزء من البروستات عبر الإحليل باستخدام جهاز خاص، وهي أكثر الطرق شيوعًا.
-
العلاج بالليزر: يستخدم الليزر لتقليل حجم البروستات مع تقليل المضاعفات.
-
التقنيات الحديثة: مثل الترددات الراديوية أو التجميد (Cryotherapy) لتقليل حجم البروستات.
مضاعفات تضخم البروستات
إذا لم يتم علاج تضخم البروستات، فقد تؤدي الحالة إلى مضاعفات خطيرة تشمل:
-
احتباس البول الحاد: مما قد يتطلب قسطرة بولية طارئة.
-
التهابات متكررة في المسالك البولية.
-
تكون حصوات المثانة.
-
تلف في المثانة والكلى نتيجة الضغط المستمر وارتجاع البول.
الوقاية والوقاية من تضخم البروستات
لا يمكن منع تضخم البروستات بشكل قاطع، ولكن اتباع أسلوب حياة صحي يمكن أن يحد من تطور الأعراض ويقلل من المخاطر:
-
الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
-
تناول غذاء متوازن غني بالفواكه والخضروات.
-
التقليل من تناول الدهون المشبعة والكحول والكافيين.
-
المتابعة الدورية عند الطبيب، خاصة بعد سن الخمسين.
-
تجنب الجلوس لفترات طويلة ورفع الأثقال الثقيلة التي قد تزيد من ضغط الحوض.
جدول مقارنة بين طرق علاج تضخم البروستات
| نوع العلاج | الفئة المناسبة | الفوائد | العيوب |
|---|---|---|---|
| المراقبة والمتابعة | حالات خفيفة بدون أعراض مزعجة | لا تدخل جراحي، مراقبة مستمرة | قد تتطور الحالة إذا لم تعالج |
| المحصرات المستقبلية ألفا | حالات الأعراض البولية المتوسطة | تحسين تدفق البول سريعاً | قد تسبب دوخة، تعب، مشاكل جنسية |
| مثبطات 5-ألفا ريدكتاز | تضخم كبير وتأثير على حجم البروستات | تقليل حجم البروستات على المدى الطويل | تأثير بطيء ويحتاج علاج شهور |
| الجراحة المفتوحة | تضخم كبير جدًا أو مضاعفات | إزالة التضخم بشكل كامل | فترة نقاهة طويلة ومخاطر جراحية |
| الاستئصال عبر الإحليل TURP | أعراض شديدة أو انسداد مجرى البول | تحسن كبير في تدفق البول | قد يحدث نزيف أو مشاكل جنسية |
| العلاج بالليزر | حالات متوسطة إلى شديدة | أقل مضاعفات ونزيف مقارنة بالجراحة | تكلفة عالية، قد لا تناسب الكل |
خلاصة
تضخم البروستات حالة شائعة تؤثر بشكل كبير على حياة العديد من الرجال مع التقدم في العمر، لكنها ليست حالة سرطانية. فهم أسبابها، التعرف على أعراضها المبكرة، واللجوء إلى العلاج المناسب سواء كان دوائياً أو جراحياً يمكن أن يمنع المضاعفات ويحسن جودة الحياة. الاهتمام بصحة البروستات جزء لا يتجزأ من العناية بالصحة العامة للرجال، ويجب المتابعة الطبية الدورية للوقاية والكشف المبكر عن أي تغيرات مرضية.
المراجع
-
Mayo Clinic. Benign Prostatic Hyperplasia (BPH). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/enlarged-prostate/symptoms-causes/syc-20370087
-
National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK). Treatment for Benign Prostatic Hyperplasia (BPH). https://www.niddk.nih.gov/health-information/urologic-diseases/benign-prostatic-hyperplasia-treatment

