في الثامن عشر من نوفمبر عام 1996، وقعت واحدة من أكثر الكوارث المأساوية في تاريخ الطيران المدني في مدينة كوينسي بولاية إلينوي الأمريكية. كانت الساعة حوالي الساعة الخامسة مساءً عندما كانت طائرة تابعة لشركة يونايتد إكسبريس تقوم بعملية الهبوط على المدرج رقم 13 في مطار بالدوين في كوينسي. الطائرة كانت من طراز بيتشكرافت 1900-C وعلى متنها اثني عشر راكبًا، ولكن للأسف، لم تكتب لهم البقاء.
في نفس اللحظة، كانت طائرة “بيتش كينج إير A90” تقوم بعملية الإقلاع على المدرج رقم 4 في المطار نفسه. وبالرغم من أن الطائرتين كانت تقتربان من بعضهما البعض في مساريهما المختلفين، إلا أن الكارثة حدثت عندما تصادمتا عند تقاطع المدرجين. وقد اندلعت النيران على الفور في كلتا الطائرتين بشكل مدمر.
بالإضافة إلى الركاب الاثني عشر على متن الطائرة التابعة لشركة يونايتد إكسبريس، كان على متن طائرة “بيتش كينج إير A90” طاقم طيران يتألف من طيارين اثنين. للأسف، لم ينجو أي منهم من هذه الكارثة الفظيعة.
لم يتمكن رجال الإنقاذ من فتح باب الطائرة بيتش 1900-C بسبب الضرر الهائل الذي تعرضت له نتيجة للتصادم. وقد تبين لاحقًا أن سبب هذه الكارثة الفظيعة يعود إلى فشل طياري طائرة “بيتش كينج إير A90” في استخدام الإجراءات الصحيحة للاتصال والتجنب عندما كانوا في مطار غير مُسيَّر.
وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك تدخل غير ملائم من طائرة ثالثة قامت ببث رسائل غير ضرورية وغير مناسبة، مما أدى إلى تشتت الانتباه وتداخل الاتصالات، وزاد من خطورة الوضع.
تمثل هذه الكارثة درسًا مريرًا في ضرورة التواصل الفعال بين طواقم الطائرات والالتزام بالإجراءات الصارمة للتجنب من الاصطدامات، خاصة في المطارات التي لا تتمتع بنظام مراقبة جوية مركزية. وبفعل هذه الحادثة الفظيعة، فقد فقدت عائلات وأصدقاء ومجتمع كل من كانوا على متن هذه الطائرتين حياتهم، وتبقى ذكراهم كتذكير مؤلم بأهمية سلامة الطيران وأهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة والتواصل الفعال في سماءنا.