في الخامس من أكتوبر عام 1946، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية تدميرًا في تاريخ الطيران، حيث شهدت سماء مدينة “مونسون” بولاية فلوريدا الأمريكية حادث تصادم مروع بين طائرتين، مما أسفر عن مقتل جميع الأفراد الذين كانوا على متنهما، وبلغ عددهم 28 راكبًا. كانت الطائرتان المتورطتان في الحادث من طراز “PBY4-2 Privateer” و “PB4Y-2 Privateer”، وكانت تابعة للقوات البحرية الأمريكية.
تشير التقارير إلى أن الحادث وقع أثناء تدريب عسكري لقوات البحرية، حيث كانت إحدى الطائرتين تقوم بتنفيذ مناورات غوص عمودي، على ما يبدو للتدريب على التصدي للغارات الجوية العدوانية. وفي هذا السياق، تصادمت الطائرة التي كانت تنفذ المناورات بشكل غير متوقع مع الطائرة الأخرى، مما أدى إلى وقوع الكارثة.
تشكل العوامل العديدة التي أدت إلى وقوع هذا الحادث، من بينها احتمالية حدوث خطأ في حساب المسافة بين الطائرتين، أو تقصير في التواصل بين الطواقم الجوية، وربما تقصير في مراقبة الحركة الجوية وتنسيق الرحلات. تبقى تلك التفاصيل غير واضحة بسبب قدم الحادث وقلة المعلومات المتوفرة بشأنه، لكن يظل واضحًا أن هذا الحادث كان نتيجة لسلسلة من الأخطاء والتقصير في إجراءات السلامة الجوية.
تأتي هذه الكارثة كتذكير مأساوي بأهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة الجوية، وبضرورة تحسين التدابير الوقائية وتطبيق إجراءات التدريب بدقة، للحد من حوادث الطيران المأساوية ولضمان سلامة الركاب وأفراد الطاقم والمدنيين على الأرض.