في سادس عشر من ديسمبر عام 1960، وقع اصطدام جوي مروع في سماء جزيرة ستاتن بولاية نيويورك، حيث تحطمت طائرتان تابعتان لشركتي “يونايتد إيرلاينز” و “ترانس وورلد إيرلاينز”، مما أسفر عن مصرع جميع ركاب الطائرتين بالإضافة إلى ستة أشخاص على الأرض.
الحادث وقع في الساعة 10:33 صباحًا، وكانت الطائرتان تقومان برحلتين من مدينة شيكاغو إلى مدينة نيويورك ومن كولومبوس إلى نيويورك على التوالي. الطائرة الأولى كانت من طراز “ماكدونيل دوغلاس دي سي -8-11” تابعة لشركة “يونايتد إيرلاينز”، بينما كانت الثانية من طراز “لوكهيد 1049 إس كونستليشن” تابعة لشركة “ترانس وورلد إيرلاينز”.
على ارتفاع 5000 قدم، وفي ظل ظروف جوية غير مواتية، كانت الطائرتان على وشك التصادم. تلقت الطائرة من طراز “لوكهيد 1049” إذنًا بالهبوط في مطار لاغوارديا على المدرج 04، وفجأة اصطدمت بالطائرة من طراز “ماكدونيل دوغلاس دي سي -8” التابعة لشركة “يونايتد إيرلاينز”، مما أدى إلى تمزيق الطائرة بالكامل. تحطمت الطائرة “لوكهيد” على الفور في حقل الطيران العسكري في جزيرة ستاتن، حيث تمت ملاحظة سقوط أحد الركاب في محرك الطائرة “ماكدونيل دوغلاس دي سي -8”. تعرض الركاب الآخرون للسقوط من الطائرة مع هيكلها المندفع نحو الأرض، وحاولت الطائرة التابعة لشركة “يونايتد إيرلاينز” الهبوط الطارئ في مطار لاغوارديا، لكنها فشلت في الحفاظ على ارتفاعها واصطدمت بشوارع بروكلين.
وبلغ عدد الوفيات في الحادث 128 راكبًا على متن الطائرتين، بالإضافة إلى ستة أشخاص على الأرض. من بين الضحايا، كان هناك ثلاثة ركاب على متن الطائرة من طراز “ماكدونيل دوغلاس دي سي -8” توفوا بعد فترة قصيرة من الحادث، بينما نجا صبي صغير يُدعى ستيفن بالتز لعدة أيام قبل أن يسلم إلى إصاباته. وقد كشفت التحقيقات أن طاقم الطائرة التابعة لشركة “يونايتد إيرلاينز” دخلوا في نمط حلق منخفض الارتفاع بسرعة تبلغ 500 ميل في الساعة، أي مضاعفة للسرعة المسموح بها، وتجاوزوا حدود التصريح والمجال الجوي المخصصة للرحلة. ولاحظت التحقيقات أيضًا أن أحد محطات الإرسال البصرية على متن الطائرة من طراز “ماكدونيل دوغلاس دي سي -8” لم تكن تعمل، وعلى الرغم من علم الطاقم بذلك، فإنهم لم يبلغوا السلطات الجوية، التي ربما كانت ستقدم المساعدة الإضافية من خلال الرادار.
تعتبر هذه الكارثة واحدة من أسوأ حوادث الطيران في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أثارت صدمة كبيرة وأدت إلى تحسينات كبيرة في قوانين وإجراءات السلامة في مجال الطيران لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث المأساوية في المستقبل.