في الثاني من فبراير عام 1963، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران المدني والعسكري، حيث تصادمت طائرتان في الجو، وقد أدت هذه الحادثة المروعة إلى خسائر فادحة في الأرواح وتدمير هائل في الممتلكات. كانت الطائرتان المتورطتان في هذا الحادث المأساوي هما طائرة ركاب تابعة لشركة الطيران “Middle East Airlines” وطائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية التركية من طراز C-47.
كانت الطائرة المدنية من نوع “Vickers Viscount 754D”، مسجلة برقم التسجيل OD-ADE، وكانت في رحلة رقم 265 من مطار نيقوسيا إلى أنقرة، تركيا. بينما كانت الطائرة العسكرية من طراز C-47 تقوم بتدريبات عسكرية في المنطقة.
وقع الاصطدام في الساعة 17:15 بالتوقيت المحلي، حيث كانت الطائرتان في منطقة جوية مكتظة بالسكان. وبسبب الاصطدام العنيف، تحطمت كلا الطائرتين وسقطتا في منطقة سكنية مكتظة بالسكان في أنقرة، تركيا.
أظهرت التحقيقات أن الطائرة “Vickers Viscount” كانت تقوم بالتحليق تحت ظروف الرؤية الجوية البصرية (VFR) على الرغم من أنها كانت مخططة للطيران تحت ظروف الرؤية الطيرانية (IFR)، ولم تلاحظ وجود الطائرة العسكرية من طراز C-47 حتى كان الأمر متأخراً جداً، مما جعل من الصعب تجنب الاصطدام.
وقد أسفر هذا الحادث المروع عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرتين، وبلغ عدد الضحايا على الأرض 87 شخصاً، إذ تم تدمير العديد من المباني والمنازل والمركبات بسبب سقوط الطائرتين في منطقة سكنية مكتظة.
توجد تقارير تشير إلى أن سبب هذا الحادث المأساوي يعود إلى منطقة التدريب الجوي العسكرية التي امتدت إلى نمط الهبوط المرتبط بالطائرات المدنية، مما أدى إلى تشابك الرحلات الجوية بشكل غير متوقع.
إن هذا الحادث يظل تذكيراً مروعاً بضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين السلطات المدنية والعسكرية في تحديد وتنظيم المسارات الجوية والمناطق التدريبية، وذلك لضمان سلامة الرحلات الجوية وتجنب وقوع حوادث مشابهة في المستقبل.