تصادم الطائرتين في أوبرلينغن

حادث تصادم الطائرتين فوق جنوب ألمانيا في أوبرلينغن، يعد واحدًا من أكثر الحوادث الجوية المأساوية والمعقدة في تاريخ الطيران. وقع الحادث في السابع من يوليو عام 2002، عندما تصادمت طائرة ركاب من طراز توبوليف TU-154M تابعة لشركة Bashkirian Airlines، وطائرة شحن من طراز بوينج B-757-23APF تابعة لشركة DHL Worldwide Express، على ارتفاع 35,400 قدم.

كانت الطائرة الروسية تقل 69 شخصًا على متنها، بينهم 52 طفلاً كانوا في عطلة على شاطئ البحر، في حين كانت الطائرة الشحن تحمل طاقمًا وحيدًا. وتفاوتت التعليمات التي تلقاها الطيارون، حيث أفادت التقارير أن نظام تجنب التصادم (TCAS) أبلغ الطيار الروسي بأمر بالصعود، تلاه أمر من مراقب الطيران السويسري بالنزول بعد ثانية واحدة.

لم يستجب الطيار الروسي على الفور لأمر برج المراقبة بالنزول، فكرر مراقب الطيران الأمر بالنزول بعد 14 ثانية. وبعد ثلاثين ثانية من ذلك، اصطدمت الطائرتان. كان نظام TCAS في الطائرة الروسية يأمر الطيارين بالصعود، بينما كان نظام TCAS في الطائرة البوينج يأمر الطيارين بالنزول.

يُذكر أن مراقب الطيران السويسري كان مشغولاً بعمل آخر، وكان يعمل بمفرده بينما كان شريكه في استراحة، وكان يعمل فنيو الصيانة على نظام الكمبيوتر ما حدا بالمراقب للحصول على معلومات محدودة، بما في ذلك تحذيرات التعارض.

وبالأسف، فيما بعد بعام ونصف، تم طعن مراقب الطيران بيتر نيلسن حتى الموت من قبل رجل روسي فقد زوجته وابنيه في الحادث. هذا الحادث ليس فقط كارثيا من الناحية البشرية بل أيضا تجسيدا للعوامل المعقدة التي يمكن أن تؤدي إلى الكوارث في الطيران، بما في ذلك التوتر بين تعليمات المراقبة الجوية وتعليمات أنظمة الطائرات.