في كتابهم “سجل الورقة: كيف يُفسّر صحيفة نيويورك تايمز سياسة الولايات المتحدة الخارجية”، يقدم هوارد فريل وريتشارد فالك دراسة دقيقة ومفصلة تستعرض كيف قامت صحيفة نيويورك تايمز بتشويه الحقائق المتعلقة بالحروب التي خاضتها الولايات المتحدة على مدى الخمسين عامًا الماضية. انطلاقًا من حرب فيتنام في الستينيات إلى نيكاراغوا في الثمانينيات وصولًا إلى العراق في الوقت الحالي، يتهم الكتاب نيويورك تايمز بالتشويه المتكرر.
في عام 2004، اعتذرت نيويورك تايمز أخيرًا عن تغطيتها للأسلحة الدمارية في العراق، لكنها كانت قد دعمت الغزو بالفعل. فإدارة بوش لم تكن تنتهك القانون الدولي فحسب، بل كانت تكذب على الجمهور، وتستخدم وسائل الإعلام الكبرى مثل تايمز لنشر رسالتها. يظهر الكتاب، من خلال أبحاث دقيقة، كيف قدّمت نيويورك تايمز تقارير مغلوطة بشكل متواصل على مدى السنوات الخمسين الماضية.
من خلال التحليل، يظهر الكتاب أن صفحة التحرير لم تذكر كلمات “ميثاق الأمم المتحدة” أو “القانون الدولي” في أي من 70 مقال تحريري حول العراق من 11 سبتمبر 2001 إلى 20 مارس 2003، على الرغم من التهديدات المتكررة بغزو العراق من قبل الولايات المتحدة، ورغم أن الغزو ينتهك جوانب أساسية من ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. كما يوضح الكتاب أن صفحة التحرير دعمت مطالب بوش بوجود أسلحة دمار شامل ضد العراق، وأن صفحات المجلة والآراء والأخبار قامت بأداء متدنٍ بنفس القدر.
في الختام، يقترح الكتاب سياسة تحريرية بديلة تتمثل في “الفحص الدقيق”، تضمن استخدام ميثاق الأمم المتحدة والدستور الأمريكي في تغطية تايمز لاستخدام القوة وتهديداتها من قبل الولايات المتحدة وحماية الحقوق المدنية والإنسانية في الداخل والخارج.