تشخيص جرثومة المعدة

كيف أعرف الإصابة بجرثومة المعدة؟

تعتبر جرثومة المعدة، والمعروفة علمياً باسم هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori)، من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على جهاز الهضم. هذه الجرثومة، التي تنتقل عبر الطعام والماء الملوثين أو الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين، قد تتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض التي تتراوح من بسيطة إلى شديدة. في هذا المقال، سيتم استعراض الطرق المختلفة لتشخيص الإصابة بجرثومة المعدة، بما في ذلك الأعراض الشائعة، الفحوصات الطبية، والعوامل التي يمكن أن تسهم في تشخيص الإصابة.

1. أعراض الإصابة بجرثومة المعدة

قبل التطرق إلى كيفية تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة، يجب أولاً التعرف على الأعراض التي قد تشير إلى وجود عدوى. في بعض الأحيان، قد تكون الإصابة بالجرثومة صامتة، أي أن المريض قد لا يشعر بأي أعراض على الإطلاق. لكن في حالات أخرى، قد تظهر مجموعة من الأعراض التي تتطلب التشخيص والعلاج المبكر.

الأعراض الشائعة:

• ألم في المعدة: يعتبر الألم في الجزء العلوي من البطن من أكثر الأعراض التي تشير إلى وجود جرثومة المعدة. قد يكون هذا الألم حاداً أو مستمراً ويزيد بعد تناول الطعام.

• الانتفاخ والغثيان: يشعر المصاب بانتفاخ في البطن بعد تناول الطعام، وقد يعاني من غثيان مستمر، وأحياناً قد يصل الأمر إلى التقيؤ.

• الحرقة: يمكن أن يشعر المريض بحموضة أو حرقة شديدة في المعدة، وهو ما يسمى حرقة المعدة، خاصة بعد تناول الطعام.

• فقدان الشهية: قد يفقد الشخص المصاب بالجرثومة شهيته للطعام بسبب الألم المستمر أو الغثيان الذي يشعر به.

• الإسهال أو الإمساك: قد يعاني البعض من اضطرابات في حركة الأمعاء، مثل الإسهال أو الإمساك.

• نفخة أو عسر هضم: يمكن أن يعاني المصاب بجرثومة المعدة من عسر الهضم المستمر أو النفخة.

الأعراض المتقدمة:

• فقدان الوزن غير المبرر: في بعض الحالات، قد يؤدي انتشار الجرثومة وتدمير جدار المعدة إلى فقدان الوزن غير المبرر.

• الدم في البراز أو القيء: في حالات نادرة، قد يؤدي تلف الأنسجة الناجم عن الجرثومة إلى نزيف داخلي، مما قد يؤدي إلى ظهور الدم في البراز أو القيء.

• الأنيميا (فقر الدم): نتيجة للنزيف الداخلي المستمر، قد يعاني المصاب من نقص في الحديد، مما يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا.

2. الفحوصات الطبية لتشخيص الإصابة بجرثومة المعدة

إذا كانت الأعراض تشير إلى وجود إصابة بجرثومة المعدة، فإن الفحوصات الطبية تعد الطريق الرئيسي لتأكيد التشخيص. هناك عدة طرق لاختبار وجود هيليكوباكتر بيلوري في الجسم، ويمكن للطبيب أن يختار الأنسب وفقاً للحالة الصحية للمريض.

الفحص التنفسي:

أحد الفحوصات البسيطة التي قد يوصي بها الطبيب هو فحص التنفس باستخدام اليوريا المسممة. يتم إعطاء المريض مادة تحتوي على اليوريا المشعة، وعند وجود الجرثومة في المعدة، يتم تحويل اليوريا إلى ثاني أكسيد الكربون الذي يمكن قياسه في هواء الزفير. هذا الفحص سريع وفعال في الكشف عن الجرثومة.

فحص الدم:

يمكن أيضاً إجراء اختبار الدم للبحث عن الأجسام المضادة ضد جرثومة المعدة. إذا كانت النتيجة إيجابية، فهذا يعني أن الشخص تعرض للإصابة بالجرثومة في الماضي أو ما زال يعاني من العدوى. رغم أن هذا الفحص قد يثبت تعرض الشخص للجرثومة، إلا أنه لا يحدد ما إذا كانت العدوى نشطة أو لا.

التنظير الهضمي العلوي:

إذا كانت الأعراض شديدة أو كانت هناك حاجة لتقييم الأنسجة الداخلية للمعدة، قد يوصي الطبيب بإجراء تنظير هضمي علوي (Endoscopy). يتم إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا عبر الفم للوصول إلى المعدة. يمكن للطبيب فحص الجدران الداخلية للمعدة والبحث عن أي تقرحات أو التهابات ناتجة عن الإصابة بالجرثومة.

تحليل عينات الأنسجة:

خلال التنظير الهضمي العلوي، يمكن للطبيب أخذ عينة من النسيج المعدي (خزعة) وتحليلها في المختبر للكشف عن وجود جرثومة هيليكوباكتر بيلوري. هذا الفحص يعتبر أكثر دقة ويعطي نتائج مباشرة.

اختبار البراز:

اختبار البراز هو إحدى الطرق الأخرى لتشخيص العدوى. يتم تحليل عينة من البراز للكشف عن مستوى البكتيريا أو وجود المواد الناتجة عن العدوى في الأمعاء. هذا الاختبار يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كانت الجرثومة موجودة في المعدة أو الأمعاء.

3. عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة

هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بجرثومة المعدة. قد يكون من المفيد التعرف على هذه العوامل لتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى.

العوامل الغذائية:

• استهلاك الطعام الملوث: تعتبر الجرثومة من الميكروبات التي تنتقل عبر الطعام الملوث بالمياه أو المواد الغذائية الملوثة. عدم اتباع ممارسات النظافة الجيدة يمكن أن يزيد من احتمال الإصابة.

• الأطعمة الحارة أو الملوثة: يمكن أن تتسبب بعض الأطعمة الحارة أو غير المطهية جيداً في الإصابة بجرثومة المعدة.

العوامل الاجتماعية:

• التعايش مع أشخاص مصابين: تنتقل الجرثومة عبر الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين. كما أن العيش في بيئة مليئة بالعوامل الملوثة قد يزيد من احتمالية الإصابة.

• العيش في بيئات مكتظة: المناطق ذات الكثافة السكانية العالية قد تكون بيئة خصبة لانتشار هذه العدوى.

العوامل الوراثية:

• وجود تاريخ عائلي: قد تكون هناك عوامل وراثية تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالجرثومة مقارنة بآخرين.

4. علاج جرثومة المعدة

بعد التشخيص، يبدأ العلاج عادة باستخدام المضادات الحيوية للقضاء على الجرثومة، بالإضافة إلى أدوية لخفض حمض المعدة مثل مثبطات مضخة البروتون (PPI) لتقليل الأعراض والتخفيف من الالتهاب.

قد يوصي الطبيب بالعلاج لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وفقاً لحالة المريض. يهدف العلاج إلى قتل البكتيريا والحد من الأعراض ومنع حدوث التقرحات أو المشاكل الصحية الأخرى في المستقبل.

5. الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة

الوقاية من جرثومة المعدة تعتمد بشكل أساسي على ممارسات النظافة الجيدة، مثل:

• غسل اليدين بشكل مستمر.

• تناول الطعام المطهو جيداً.

• شرب الماء النظيف.

• تجنب تناول الطعام من مصادر غير موثوقة.

من خلال اتباع هذه التدابير، يمكن تقليل خطر الإصابة بالجرثومة وضمان صحة الجهاز الهضمي.