في ديسمبر من عام 1975، شهدت جزر فيجي حدثًا طبيعيًا استثنائيًا، حيث هز زلزال طفيف بقوة تقدر بنحو 5.2 درجة على مقياس ريختر المنطقة. لم يكن حدث الزلزال بمقداره المحدود هذا هو المحرك الوحيد للحدث، بل تبعه تقلبات في مستوى سطح البحر تم ملاحظتها على مدار ساعة ونصف تقريبًا في منطقة خليج لوكالا ولفترة غير معروفة في شمال شرق كادافو. وفي خليج لوكالا، بلغت قامة التقلبات، التي تم قياسها من قمة إلى قعر، نحو 0.5 متر (أي بحجم يقرب من نصف مدى المد والجزر)، حيث ظهرت واختفت الحزم الرملية، وكان التغير في مستوى المرجان الحاجز كافيًا ليؤثر بشكل ملحوظ في مظهر أمواج المحيط التي تكسر على حافة المرجان. ورغم ذلك، فإن البيانات الوحيدة المتاحة لمقياس المد في سوفا هي رسوم بيانية متوسطة كل ربع ساعة وقيم متوسطة كل ساعة لمستوى سطح بحر ميناء سوفا. هذه البيانات “تقوم بتنعيم” موجات التسونامي بشكل فعال، وبالتالي لا يمكن اكتشاف تسونامي في ميناء سوفا باستخدامها.
وما يجعل حدوث هذه الأمواج مثيرًا للاهتمام بشكل خاص هو أن الزلازل ذات الشدة الصغيرة لا تسبب عادة تسوناميات. ومن المحتمل أن تكون التسونامي قد تم إنشاؤها عن طريق انهيار قاعي بحري طفيف تسببت فيه الهزة الأرضية (الشدة 4-5 على مقياس الشدة المدمج) في منطقة الشعاب الخارجية لسوفا-بيكا، بطريقة مشابهة لتلك التي حدثت في تسونامي عام 1953، مما يوضح سهولة بدء الانهيار القاعي. وإذا كان بالإمكان بدء الانهيار القاعي بشكل نسبي بواسطة شدة زلزالية منخفضة حتى في هزة أرضية طفيفة في منطقة فيتي ليفو الجنوب الشرقية الزلزالية، فإنه قد يبدأ انهيار قاعي بحري إذا كان مركز الزلزال قريبًا من مصدر مناسب.
