في عام 1928، في السابع عشر من يونيو، وعند تمام الساعة الثالثة و19 دقيقة بتوقيت التنسيق العالمي، وقع زلزال قوي بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر في منطقة الساحل الغربي لأمريكا الشمالية والوسطى، بالقرب من المكسيك، حيث وقعت مركز الزلزال على بعد 16.25 درجة شمالاً و 98 درجة غرباً، بالقرب من مدينة ساوث مكسيكو.
تسبب هذا الزلزال في وقوع تسونامي مؤكد، حيث اجتاحت موجات البحر السواحل المجاورة بالولايات المكسيكية أواكساكا، جيريرو، بويبلا، تلاكسكالا، ميكسيكو، ميتشواكان، فيراكروز، هيدالجو، وجزئياً من ولاية تاباسكو، مخلفةً خسائر مادية متوسطة تُقدر بين مليون وخمسة ملايين دولار أمريكي.
وفيما يتعلق بآثار التسونامي، فقد شهدت منطقة بويرتو أنجل تقدم مياه البحر بمسافة 55 متراً داخل اليابسة، مما أدى إلى تدمير مستودع على الكورنيش. كما وصلت مياه التسونامي بمسافة 45 متراً داخل اليابسة في تشاكاهوا.
وتشير السجلات إلى أن التسونامي تم تسجيله من خلال مقاييس المد والجزر في كاليفورنيا، حيث سجلت محطة لا جولا ارتفاعًا بلغ 10 سم، بينما سجلت محطة سان فرانسيسكو ارتفاعًا يقل عن 10 سم.
وبعد مرور 8.4 ساعة، أي عند الساعة 1:18 في السابع عشر من يونيو، وصلت موجات التسونامي إلى هايلو في جزر هاواي، حيث تم تسجيلها من خلال مقياس المد والجزر. وارتفعت وانخفضت مياه البحر بمقدار 0.4 متر (1.3 قدم)، وكانت فترة الموجة بين 12 و 22 دقيقة، واستمرت التذبذبات لأكثر من يوم. وفي هونولولو، بلغ ارتفاع التسونامي 5 سم، وكانت فترة الموجة 16 دقيقة وفقًا لسجل مقياس المد والجزر.
وتم تسجيل التسونامي أيضًا من خلال مقياس المد والجزر في أبيا، جزيرة ساموا، بعد مرور 14.7 ساعة من وقوع الزلزال.
تلك هي الأحداث الكارثية التي شهدتها المنطقة جراء هذا الزلزال القوي والتسونامي الذي أحدثه، مخلفًا وراءه خسائر بشرية ومادية كبيرة، ومستوى من الدمار يجب أن يبقى حاضرًا في ذاكرة التاريخ لتذكيرنا بقوة القوى الطبيعية وتأثيرها على حياة البشر والمجتمعات.