في الأول من يناير عام 1919، في تمام الساعة 2:59 صباحًا بتوقيت جزر تونغا، هز زلزال بلغت قوته 8.3 درجة على مقياس ريختر، وعمق الزلزال بلغ حوالي 180 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وقد وقعت هذه الهزة الأرضية قبالة ساحل جزر تونغا في المحيط الهادئ. تحديدًا عند خط عرض -19.6 وخط طول -176.6. وقد سُجلت هذه الحادثة في الموقع رقم 1464، وفقًا للسجلات الموجودة في موقع NOAA.
توضح التسجيلات الأولية أن الزلزال نفسه لم يسفر عن تسونامي فعلي، بل تشير التقديرات إلى أن اهتزازات الأرض قد تسببت في تسونامي مُحتمل، ولكن تحليلات لاحقة تشكك في صحة هذا الافتراض. على سبيل المثال، في الأعمال التي قام بها الباحثون إيمامورا وموريا (1939)، تم ربط الزلزال المذكور مع تسونامي تم تسجيله في اليابان، وارتفاع الموجات وصل إلى 40 سنتيمترًا. ومع ذلك، تمت مراجعة هذا الافتراض في الأعمال اللاحقة التي قام بها الباحث إيدا (المرجع #79)، حيث أثبت أن هذا الربط قد يكون مشكوكًا فيه، نظرًا لعدة عوامل منها: أن تسوناميات مثل هذه نادرة مع زلازل ذات عمق عميق؛ وأوقات الوصول المُسجلة للموجات المدّ البحري كانت أطول بكثير مما يمكن تفسيره بالزلزال الذي وقع قرب جزر تونغا؛ وعدم وجود ملاحظات مُسجلة في الأماكن الوسيطة، بينما كانت لتسوناميات أخرى في جزر تونغا آثار واضحة على السواحل القريبة؛ وعدم تطابق الأوقات النسبية لوصول الموجات والأرتفاعات في عدة محطات مع الظروف التي من المتوقع أن يتم التأثير بها من جزر تونغا.
وفي الثاني من يناير، تم تسجيل هزة أرضية أخرى بقوة 7.4 درجة على مقياس ريختر، في مكان بعيد عن جزر تونغا بحوالي 3500 كيلومتر إلى الشمال الشرقي، حيث كانت إحداثيات الهزة 8 درجات شمالًا و126 درجة شرقًا. وقد سُجلت آثار تسونامي ناتج عن هذه الهزة الأرضية، حيث وصل ارتفاع الموجات إلى 88 سنتيمتر في كوشيموتو، و27 سنتيمتر في هوسوجيما، و7 سنتيمتر في أبوراتسوبو. وعلى الرغم من أن توقيت حدوث التسونامي لم يتطابق مع الزلزال بشكل مباشر، إلا أن آثاره كانت واضحة وقد سُجلت في عدة محطات مدّ البحري في اليابان.
يظهر البيان السابق من الرسائل البحثية المُستشهَد بها أن هذه الحالة تشكل محطة للنقاش والتحليل في مجال دراسة الزلازل والتسوناميات، حيث أن التحليلات اللاحقة والمراجعات تُظهِر التعقيدات التي قد تواجه فهمنا لتأثير الزلازل والتسوناميات والعلاقة بينهما، وتبرز أهمية البحث المستمر والتقييم المُنتظم للبيانات والسجلات الزلزالية والمدمجة لفهم أفضل لهذه الظواهر الطبيعية وتقديم الإنذارات المبكرة والتخطيط الاستراتيجي للحد من الخسائر البشرية والمادية في المستقبل.