في عام 1872، وتحديدًا في الخريف، شهدت جزر بونين، وتحديدًا جزيرة تشيشيجيما، حدثًا مدمرًا للغاية بسبب ما يُعتقد أنها تسونامي ناجمة عن زلزال قوي. يعود السجل الذي يُقدمه تشولموندلي في كتابه في عام 1915 ليوثق هذا الحدث الرهيب الذي شهدته المنطقة. يصف تشولموندلي اللحظات المروعة التي عاشها خلال تلك الليلة المظلمة حيث كاد يفقد كل ما لديه من وثائق بسبب ما وصفه بأنه “موجة مد أو ما يُعرف محليًا بـ ‘بوراس'”. كان البحر هادئًا في تلك اللحظة، لكن الهزة الأرضية القوية التي سبقت الحدث أحدثت حالة من الهلع والذعر بين السكان.
بدأت الكارثة بعد نصف الليل، حيث لاحظ الناس تقدمًا سريعًا للمياه عبر الغابة التي تفصل بين الشاطئ والمنازل السكنية. وفي غضون دقائق، اجتاحت سلسلة من الموجات العاتية المنطقة، مما دفع الناس إلى الفرار إلى المناطق العالية في الجبال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكاتهم. كانت اللحظات صعبة ومخيفة، وبالرغم من ذلك، نجح بعض الأشخاص في إنقاذ بعض الممتلكات الثمينة، بينما فقد البعض الآخر كل شيء.
تمكن تشولموندلي من إنقاذ صندوق البخار الذي كانت تحتوي عليه الوثائق الهامة، لكنه للأسف فقد يومياته الضخمة والكتب التي كانت موضوعة على طاولة بالقرب من الجدار. هذا الحدث الرهيب ترك بصمة عميقة في ذاكرة تشولموندلي وفي ذاكرة السكان الذين عاشوا تلك التجربة المرعبة.
ومن الجدير بالذكر أنه يُعتقد أن هذا الحدث قد تم تسجيله أيضًا في جزر هاواي، مما يُظهر مدى شدة الزلزال والتسونامي الذي ضربت المنطقة في ذلك الوقت.