في الثامن عشر من نوفمبر من عام 1867، تعرضت الجزر العذراء الأمريكية، التي كانت في ذلك الوقت جزءًا من الدنمارك الغربية، لواحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها المنطقة، حيث تعاقبت سلسلة من الظواهر المدمرة بدءًا من زلزالين عنيفين متتاليين بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر، واللذين أثارا تسوناميًا مزدوجًا هائلًا.
وقع الزلزالان على بعد حوالي 15 إلى 20 كيلومترًا جنوب غرب سانت توماس، على طول الحافة الشمالية لممر أنيجادا. وتميز الزلزالان بالتذبذبات الرأسية الأولية، الناتجة عن انخفاض كتل الصخور بشكل هائل، حيث أطلق الزلزالان الهائلان تسوناميات ضخمة انتشرت في جميع الاتجاهات، مع الزلزال الثاني أكبر من الأول. وأدى هذا الحدث إلى انحسار المحيط من الشواطئ على جميع جوانب الاهتزاز الزلزالي، مع حدوث تسونامي ناجم عن انهيار أرضي في جوادلوب، ونشاط بركاني محتمل في سانت توماس وغرينادا.
يعتبر هذا التسونامي من أكثر التسوناميات تأثيرًا على جزر العذراء الأمريكية، وكان له تأثير كبير أيضًا على باقي منطقة البحر الكاريبي، حيث تم الإبلاغ عن موجات عملاقة من جامايكا إلى غرينادا.
وعلى صعيد آخر، كان هناك تأثير سلبي على المفاوضات السياسية والاقتصادية في المنطقة، حيث فشلت مفاوضات شراء الجزر من الدنمارك بسبب الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، بما في ذلك وفاة 5 أشخاص وتضرر 2 من أصل 3 سفن حربية تم إرسالها إلى المنطقة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الحدث الكارثي كان جزءًا من سلسلة من الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة في تلك الفترة، بما في ذلك الإعصار والطاعون الأصفر، الذي أسفر عن وفاة الأميرال الرئيسي للأسطول الأمريكي بعد ثلاثة أسابيع.
وفي نهاية الأمر، فقد أدى هذا الحدث المروع إلى تعزيز الشكوك بشأن جدوى شراء جزر كانت معرضة لمثل هذه الكوارث المتكررة، مما ألقى بظلال من الشك على القرارات السياسية والاقتصادية في تلك الفترة.