في الثالث عشر من ديسمبر لعام 1858، اجتاحت سلسلة من الأحداث الكارثية سواحل شرق جزيرة سولاويسي في إندونيسيا، حيث تعرضت لهزات أرضية قوية مصحوبة بتسونامي دمارية. كانت الزلازل الرأسية الخفيفة الأولى بمثابة تحذير مبكر لما سيأتي، حيث تبعتها هزات أرضية أفقية “مخيفة” تجتاح المنطقة بأسرها. في الخمس عشرة دقيقة الأولى، شعر سكان شبه جزيرة ميناهاسا بالهزات الرأسية الخفيفة المتعددة، تلاها تذبذبات أفقية مرعبة.
في خليج دجايلولو، على بعد خمسة وأربعين كيلومتراً إلى الشمال من جزيرة تيرناتي، شعر طاقم السفينة “إيستر إلينا”، وعلى بعد سبعة عشر كيلومتراً إلى الغرب من جزيرة تيرناتي، شعر طاقم السفينة “سورينام” بالهزة البحرية القوية. تقارير قبطاني السفينتين أشارت إلى أن السواحل الشرقية بأكملها من جزيرة سولاويسي، بدءاً من أرخبيل بانغاي في الجنوب وصولاً إلى جزيرة سانغيه في الشمال، تعرضت لتسونامي مدمر. حيث دمرت القرى والمناطق الساحلية بشكل كبير.
تبعت هذه الأحداث سلسلة من التقارير الواردة من مصادر مختلفة، حيث أشارت تقارير عدة إلى وقوع تسونامي وهزات أرضية في مناطق مختلفة. ففي إحدى التقارير، تم تسجيل وقوع زلزال معتدل أدى إلى سقوط خمسة عشر مبنى، في حين تم رصد تسونامي على جزر تيرناتي وتيدور وهالماهيرا وسانجيه وتالود وبانجاي. وفي تقرير آخر، تم توثيق حدوث تسونامي في بحر الباندا أو ممر مولوكا، حيث شهدت سواحل كيلابيس وجزر بانجاي وجزيرة تالوت وجزيرة سانجيه واقعة تسونامي مدمرة، نتج عنها أضرار ملحوظة.
ومع تزايد أعداد التقارير، يظهر الصورة بوضوح لكيفية تأثير هذه الكوارث على الحياة والممتلكات في المنطقة في تلك الفترة الزمنية البعيدة. فتجلت شدة الزلزال والتسونامي من خلال الأضرار الهائلة التي لحقت بالمنازل والممتلكات، وعلى الرغم من عدم وجود أرقام محددة لعدد الوفيات، إلا أن الوصف المتفق عليه يشير إلى حدة الخسائر البشرية. في النهاية، يظهر هذا الواقع المروع كيف يمكن للقوى الطبيعية العاتية أن تغير مجرى الحياة والمجتمعات بشكل كامل، وتجلب معها الدمار والفوضى، وتترك آثارها الطويلة على الناس والأماكن التي تمر بها.