في يناير من عام 1826، شهدت جزيرة تشيتشي جيما (Chichi Jima)، التابعة لليابان، حدثًا طبيعيًا مدمرًا بشكل استثنائي. بدأت الكارثة بزلزال عنيف، هز الأرض بقوة، مما أحدث تغيرات كبيرة في البيئة البحرية المحيطة. وقد أعقب الزلزال تسونامي هائل، حاملًا معه موجات من الموت والدمار.
تحدث الزلزال والتسونامي في خليج فوتامي (Port Lloyd)، الواقع داخل حوض بركاني في الجزيرة. ووفقًا لشهادة شاهدين (بحارة إنجليز تركوا على الجزيرة)، فإن مياه البحر ارتفعت بمقدار 6 أمتار (20 قدمًا) فوق مستوى أعلى منتظم للمد العالي. تسبب هذا الارتفاع الهائل في تدمير قارب صغير كان قيد الإنشاء في الخليج، بينما جرفت البضائع من السفينة السابقة التي تعرضت للتحطم والتي كانت تطفو في الخليج نحو الشاطئ. وبقيت العديد من البراميل معلقة على ارتفاع 3.5 أمتار (12 قدمًا) فوق مستوى المياه المعتاد.
بعد هول الكارثة، لجأ البحارة المرعوبون إلى التلال للنجاة من الفيضان الذي جاء كالجحيم. ولكن لم تكتف الكارثة بذلك، بل ارتبط الزلزال بإعصار أو إعصار، زاد من ارتفاع مستوى البحر إلى 12 قدمًا فوق مستواه العادي، مما أدى إلى مزيد من الدمار والفوضى على الجزر.
يُذكر أن هذا الحدث الكارثي وقع في الفترة الزمنية المعقولة لوجود تسونامي محتمل، مما يعني أنه من المرجح أن تكون الظروف البيئية والجغرافية للمنطقة قد ساهمت في تكوين الموجات العاتية التي أحدثت الدمار. إن هذا الحدث يسلط الضوء على قوة الطبيعة وتأثيرها المدمر على حياة البشر وممتلكاتهم، مما يبرز أهمية الاستعداد والتأهب لمثل هذه الكوارث في المستقبل.