في عام 1714، خلال شهر يونيو وتحديدًا في اليوم الثلاثين، شهدت منطقة تيرينيان سي، في البحر الأبيض المتوسط، حدثًا مذهلاً يتمثل في هزة أرضية ناجمة عن ثوران بركاني. وقد أدى هذا الحدث إلى حدوث تسونامي قد يكون تأثيره غير واضح ومشكوك فيه.
كانت الأحداث المصاحبة لهذا الظاهرة الطبيعية غريبة ومخيفة، حيث بدأ بركان فيسوفيوس في الثوران في اليوم السابق، أي في 29 يونيو، مما أدى إلى انحسار البحر في نابولي بمقدار سبعة أمتار، تاركاً خلفه أسماكاً وقارباً كانا في البحر. ووفقاً لشاهد عيان كان على الشاطئ في تمام الساعة الثامنة مساءً، فقد شهد انحسار البحر لمدة ربع ساعة، ثم عادت المياه بشكل مفاجئ وسريع إلى الساحل.
وقد تكرر هذا الظاهرة في أوقات مختلفة خلال نفس اليوم، حيث أشار سكان نابولي إلى انحسار المياه بنفس الطريقة في الساعات الثانية عشرة ظهرًا والسادسة مساءً. وبالتزامن مع هذه الظاهرة، تعرضت المنطقة لهزات أرضية متكررة وانفجارات قوية خلال الفترة من فبراير 1712 حتى مايو 1737، مما يشير إلى نشاط بركاني مستمر.
تشير المراجع المختلفة والشهادات الواردة إلى أن هذا الحدث كان له تأثير واضح على البيئة المحيطة وعلى سلوك البحر، حيث تراجعت المياه ثلاث مرات معروفة في نابولي، وعادت إلى مستواها السابق في غضون ربع ساعة، تاركة بعض الأسماك على الشاطئ.
بالإضافة إلى البيانات الموثقة، تقدم المراجع المتعددة معلومات إضافية تعمق فهمنا لهذا الحدث، وتبرز مدى التأثير البيئي والجيولوجي لهذه الأحداث. ورغم أن قوة الزلزال وتأثير التسونامي لم يكن واضحًا تمامًا، إلا أن الشواهد تشير إلى أن الحدث كان جزءًا من سلسلة من الظواهر الطبيعية الكبيرة التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة الزمنية، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المنطقة وتراثها الطبيعي.