في شهر أبريل من عام 1672، عاشت جزيرة تينيدوس في بحر إيجة، جراء هزة أرضية عنيفة، لحظات من الفزع والدمار الهائل. كانت الساعات تسابق الزمن والهول يسيطر على البيئة، حيث تملأت الأفئدة بالخوف والقلق. توقفت الحياة المعتادة وسط صرخات الناس وصلواتهم للنجاة والسلامة.
بقوة زلزال قدرته 6.5 درجات، هزّت تينيدوس، وتسببت في ضياع بعض المنازل في أمواج البحر المتلاطمة. لقد كانت الدمارات فادحة، وكأن الطبيعة قد أطلقت جنونها على هذه الجزيرة الصغيرة. لم تكن تينيدوس وحدها في تحمّل عبء الكارثة، فقد ذكرت التقارير أن بعض المنازل على جزيرة كوس اختفت تحت أمواج البحر، بفعل ما يبدو أنه تسونامي نجم عن الهزة الأرضية المدمرة.
وفيما يتعلق بأحداث شهر أبريل لهذا العام، فقد سجلت أيضًا هزة أرضية شديدة في منطقة ثيرا (سانتوريني)، والتي قد تكون هي الهزة التي ذكرت في تقارير غالانوبولوس حول هزة أبريل 1672 على جزيرة تينيدوس. وتقول التقارير إن تسوناميًا أعقب هذه الهزة “ابتلع” جزيرة كوس.
على الرغم من أن التقارير تشير إلى أن هذه الهزة لم تؤدِ إلى تسونامي، إلا أن هناك أقوالا تقول بغرق الجزيرة. ربما كانت وصفًا لنفس الحدث أو أن هناك علاقة بينهما، وهذا يظهر واضحًا من خلال التقارير المتشابهة التي تتحدث عن الدمار الكبير الذي لحق بالجزر في تلك الفترة المشؤومة.
في نهاية الأمر، تبقى هذه الأحداث علامة تحذيرية قوية من قوة الطبيعة وجبروتها، تذكيرًا لنا بضعفنا البشري أمام عواصفها الجارفة، وبأن علينا دومًا أن نكون مستعدين لمواجهة ما قد تُحمِله لنا الأيام القادمة من تحديات قاسية واختبارات صعبة.