في الثاني عشر من يناير عام 2010، وأثناء جلوسه في الظل للابتعاد عن حرارة الشمس، كان جان فرانك يصنع شبكة صيد أملاً في أن تساعده على العودة إلى حياته كصياد. ومع خبرته الطويلة في هذا المجال، قال الصياد العجوز باللغة الكريولية إنه لم يسبق له أن رأى جداراً من المياه يتجه نحو الشاطئ. ويبدو أن التسونامي أودى بحياة ما لا يقل عن سبعة قرويين في بلدة بتيت باراديس على الساحل الغربي لهايتي… لأول مرة، يروي سكان هذه القرية الساحلية قصة التسونامي المحلي الذي ضربها مباشرة بعد الزلزال بقوة 7.0. وقد وصل التسونامي الصغير نسبياً إلى مسافة تصل إلى مئات الأمتار داخل القرية، التي دمرتها الزلزال تماماً. ستيف باديو هو أحد الصيادين هنا. دمر منزله، وكذلك القوارب الصغيرة المنحوتة من الخشب التي كان يستخدمها لكسب لقمة العيش. “انسحبت البحر”، وأوضح باديو باللغة الكريولية. “كان يبدو وكأنه طائرة هليكوبتر … ثم جاءت الأمواج”، وقال. وأضاف باديو أن المياه كانت أعلى من الأشجار، وعندما عادت إلى البحر، فقد اختفى والده وكذلك ابنا أخيه البالغان من العمر 4 و2 عامًا: ولغا وجيمس. وأشار باديو إلى أنهم لم يتمكنوا من تشييع جنازتهم دون جثثهم.
كانت الأمواج، التي بلغت في متوسطها حوالي عشرة أقدام (ثلاثة أمتار)، تضرب الشواطئ على طول خليج بورت أو برنس والساحل الجنوبي لجزيرة هيسبانيولا، التي تشترك فيها هايتي وجمهورية الدومينيكان. تم تسجيل مقتل ما لا يقل عن 4 أشخاص جراء تسونامي محلي في منطقة بتيت باراديس بالقرب من ليوجان. كما تم الإبلاغ عن أمواج تسونامي في جاكميل، وليه كاي، وبتيت جواف، وليوجان، ولولي، وأنس أه غاليه. كانت لأمواج التسونامي ارتفاعات (من الذروة إلى القعر) تبلغ 12 سم في سانتو دومينجو، جمهورية الدومينيكان، و2 سم في كريستيانستيد، جزر العذراء الأمريكية.
تشير الأوقات التي وصلت فيها التسونامي بواسطة الطاقم اللاسلكي البحري للمراقبة ومحطة قياس مستوى المياه في سانتو دومينجو إلى أن التسونامي على شاطئ هيسبانيولا الجنوبي تم تحفيزه على الفور مع الزلزال، بينما كانت انتباه الجمهور موجهًا بشكل رئيسي نحو خليج غونافي وخليج بورت أو برنس. يعزى فيضان التسونامي داخل خليج غونافي إلى انهيار ساحلي تحت الماء في بتيت باراديس، بينما يبقى مصدر التسونامي على الشاطئ الجنوبي لهيسبانيولا لا يزال يحتاج للتحديد.
نقترح أن الزلازل التابعة تلقائياً والتي حدثت على الفور في البحر الكاريبي حوالي 85 كم جنوب غرب مركز الزلزال الرئيسي أثرت في توليد التسونامي جنوب الجزيرة. حدثت انهيارات صغيرة وانهيارات صخرية على طول الساحل الجنوبي للشبه الجزيرة شرقاً وغرباً من جاكميل، ولكن مساهمتها في التسونامي المحتمل غير واضحة. اقترح مؤخراً أن يكون الانهيار العميق بحجم 2 كم3 وعمق 3500 م ، الذي يبعد حوالي 30 كم جنوب جاكميل هو مصدر التسونامي في البحر الكاريبي، ولكن لا توجد أدلة على أنه تم تحفيزه خلال زلزال عام 2010.