في عام 1810، في الـ 27 من شهر أغسطس، تعرضت منطقة مكسيكو على الساحل الغربي لأمريكا الشمالية والوسطى لحدث طبيعي مروع، حيث ضرب زلزال بقوة 7.4 درجة على مقياس ريختر مصحوبًا بانهيارات أرضية وأمواج مد عاتية، مما أسفر عن وقوع كوارث وخسائر مادية كبيرة.
تقارير تاريخية تشير إلى أن الزلزال الذي ضرب في ذلك الوقت أحدث موجات مد تسونامية عنيفة بعد مرور ساعة واحدة فقط عن الهزة الرئيسية. هذه الموجات جاءت بسرعة هائلة، حيث اعتقد سكان المنطقة أنهم سيغمرون بواسطة البحر دون أن يكون لديهم فرصة للهرب إلى أماكن أعلى. فقد روى شاهد عيان عندما قال: “شهدنا حركة البحر العاتية التي اجتاحت المنطقة بسرعة هائلة، حتى أننا اعتقدنا لحظة أننا سنغمر تحتها دون أن نجد فرصة للهروب إلى الأماكن الأعلى لتجنب أن نكون ضحايا”.
وتشير التقارير الأخرى إلى أن هذه الكارثة الطبيعية أدت أيضًا إلى نزوح السفن من مكانها، حيث فقدت سفينة بريجنتين الراسية بشدة بفعل أربعة مرساي في ميناء بويرتو إسكونديدو، الميناء الطبيعي الواقع على بعد 28 كيلومترًا جنوب مدينة لوريتو.
تشير المعلومات التاريخية إلى أن الزلزال والتسونامي المصاحب له أحدثا أضرارًا كبيرة في المنطقة، حيث تسببا في تشققات في الأرض وانهيارات طينية على طول سلسلة الجبال بين هنا وميناء لا باز، مما تسبب في ضجيج هائل وصدمة للسكان المحليين. وبعد مرور ساعة واحدة فقط، تحركت البحر بشكل متقطع عدة مرات، حيث اندفعت المياه خارج الشاطئ بسرعة هائلة، مما دفع السكان إلى الهرب للنجاة بأنفسهم.
ومن الجدير بالذكر أن المصادر التاريخية تشير إلى أن التسونامي المرافق للزلزال قد تسبب في غمر المنطقة لمسافة تصل إلى حوالي 5 كيلومترات في تمبابيتشي، بالإضافة إلى تدمير الأرصفة وترك مرسى جيد للسفن في بعض المواقع وتسبب في أضرار أقل في أماكن أخرى.
وبناءً على هذه التقارير والشهادات التاريخية، يمكن القول إن الزلزال والتسونامي الذي وقعا في مكسيكو في عام 1810 كانا من بين أحداث الطبيعة العنيفة التي خلفت آثارًا كبيرة وأحدثت خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح، مما يجعلهما محط اهتمام العلماء والمهتمين بدراسة الكوارث الطبيعية وتأثيراتها على البشرية والبيئة.