في عام 1945، وتحديداً في السابع والعشرين من نوفمبر، شهدت الساحل الغربي للهند الباكستانية ومنطقة سواحل مكران في بحر العرب واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة، وذلك عندما ضرب زلزال قوي بقوة 8.0 درجات على مقياس ريختر تلك المنطقة، مما أدى إلى وقوع تسونامي هائل. وتشير التقارير إلى أن مركز الزلزال كان على بعد حوالي 24.5 درجة شمالاً و 63.0 درجة شرقاً، وقد وقع في الساعة 21:56 بالتوقيت العالمي المنسق.
هذا الكارثة الطبيعية أسفرت عن وفاة عدد هائل من الأشخاص، حيث تجاوزت حصيلة الضحايا ألف شخص واحد، وتأثيرها لم يقتصر على سواحل مكران فقط، بل توسعت إلى مومباي، حيث تسببت في وقوع خسائر بشرية هناك أيضاً. ومن المثير للانتباه أن الأمواج البحرية التي نتجت عن هذا الزلزال وصلت إلى مناطق بعيدة جداً، حيث سُجلت أمواج بالمد والجزر في جزر سيشل على بعد حوالي 1780 ميلاً من مركز الزلزال.
كانت معظم الخسائر البشرية تركزت في منطقة سواحل مكران، حيث لقي أكثر من أربعة آلاف شخص مصرعهم في بلدتي باسني وأورمارا. ولم يقتصر الدمار على البشر فقط، بل تسببت الأمواج العاتية في تدمير عدد كبير من المنازل والممتلكات العامة.
يعتبر هذا التسونامي من أكبر الكوارث في المنطقة قبل حدوث تسونامي عام 2004، وقد لوحظ أن الأمواج الرئيسية للتسونامي تأخرت بشكل ملحوظ بعد الزلزال بمتوسط يبلغ 2.5 ساعة، ويرجح البعض أن هذا التأخير ناجم عن انزلاقات أرضية تحت الماء نتجت عن الزلزال.
بالرغم من توفر العديد من التقارير والمعلومات حول هذا الحدث الكارثي، إلا أن تقدير عدد الضحايا يعتبر صعباً بسبب عدم وجود تقارير دقيقة، ومن المحتمل أن يكون عدد القتلى في آلاف الأشخاص، ولكن تقديراً محافظاً يشير إلى 300 شخص وفقاً لتقرير عمبراسيس وميلفيل في عام 1982.
هذا الحدث الكارثي له أبعاده البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي لا يمكن إغفالها، ويظل تأثيره على المنطقة والسكان يتجلى حتى يومنا هذا كتذكير مؤلم بقوة الطبيعة وضرورة التأهب والاستعداد لمواجهة مثل هذه الكوارث في المستقبل.