في الثالث والعشرين من فبراير لعام 1969، تعرضت منطقة مضيق ماكاسار في إندونيسيا لأحداثٍ مدمرة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزلزال عنيف بلغت قوته 6.9 درجات على مقياس ريختر، حيث تسبب هذا الزلزال في توليد موجات مد عاتية تسونامية ألحقت أضرارا هائلة بالمناطق الساحلية المحيطة.
تصاعدت أمواج التسونامي على قرى الساحل الشمالي لمضيق ماكاسار بارتفاعات مختلفة، حيث بلغت ارتفاعاتها حوالي 4 أمتار في باليتوانج و1.5 متر في باروسانجا وباليبي. وقد كانت معظم البنى التحتية في هذه القرى من الأخشاب، حيث تم جرف المنازل على طول الخليج بواسطة أمواج التسونامي، كما تضررت مزارع الموز في المنطقة الساحلية.
وشهدت الطرقات بين القرى سومبا وباراسانجا تراكم كبير للكتل الصخرية الكلسية النيوجينية والتفا الناتجة عن الزلزال، فيما تم تدمير حواف الشعاب المرجانية المتطايرة فوق سطح الماء إلى حد ما ورميها على الساحل. ووفقًا لشهادة عيان، تم سماع دوي قوي قبل وصول موجات التسونامي من جهة البحر.
ووفقًا للتقارير الصحفية، أسفر الزلزال والتسونامي المترتب عنه عن وفاة حوالي 600 شخص وتدمير أربع قرى على الساحل الغربي لجزيرة سلويسي. وبحسب التقارير الأحدث، فقد لقي 64 شخصًا حتفهم، وأصيب 97 آخرون، وتم تدمير 1287 هيكلًا بنية نتيجة للزلزال. وكانت منطقة ماجين أكثر المناطق تضررًا، حيث تم تحديد وطن بالتسونامي والهزات القوية؛ بينما تم تسجيل الأضرار في شرق ماجين نتيجة الهزات القوية فقط. وتسبب انخفاض قاع المحيط خارج ميناء ماجين في أضرار كبيرة على رصيف الميناء. وضربت أمواج التسونامي القرى الساحلية إلى الشمال، حيث بلغ ارتفاعها حوالي 4 أمتار في باليتوانج، وحوالي متر واحد في بارو سانجا وباليبي. وتم جرف المباني الخشبية في المنطقة بواسطة التسونامي وتم تدمير مزارع الموز. وأفاد السكان في المنطقة أنهم سمعوا صوت دوي يأتي من البحر قبل وصول التسونامي.