في الواحد والثلاثين من أكتوبر لعام 1847، تعرّضت جزيرة ليتل نيكوبار، الموجودة في المحيط الهندي على خط عرض 7 درجات و 20 دقيقة شمالاً وخط طول 93 درجة و 40 دقيقة شرقاً، إلى واحدة من أكثر الكوارث المدمرة والمأساوية، حيث ضربها تسونامي مدمر، أودى بحياة العديد من الأشخاص وتسبب في دمار هائل.
بينما كان الناس يعيشون حياتهم اليومية، جاءت هذه الكارثة الطبيعية المدمرة دون سابق إنذار. فقد تعرضت الجزيرة وخاصةً جزيرة كوندول الصغيرة، المتواجدة على خط عرض 7 درجات و 13 دقيقة شمالاً وخط طول 93 درجة و 42 دقيقة شرقاً، إلى غمر تام بالمياه البحرية. كانت الأمواج العاتية تتلاطم بقوة وتجتاح كل ما في طريقها، مما أسفر عن خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات.
لم يكن هناك مجرد تأثير مادي على المباني والبنية التحتية، بل كانت الخسائر البشرية مأساوية بالفعل. فقد فقد العديد من الأشخاص أرواحهم جراء هذه الكارثة، ولم يكن هناك سوى القليل من الفرص للنجاة في مواجهة قوة الطبيعة الهائلة. كما أن الدمار الذي لحق بالجزيرة وبسكانها كان لا يصدق، حيث طالته يد الدمار وألحقت به خسائر فادحة لم يستطع الناس تحملها.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الكارثة لم تكن الناتجة عن سوء الحظ فقط، بل كان لها سببها الجذري الذي يتمثل في الزلزال الذي ضرب المنطقة. هذا الزلزال القوي هو الذي أحدث تحريكات في قاع المحيط، مما أدى في نهاية المطاف إلى تكوين موجات مد بحري هائلة وتسونامي قاتل، أحاط بالجزيرة وحولها إلى بقعة من الدمار والخراب.
وقد تركت هذه الكارثة آثارها العميقة على السكان المحليين وعلى البيئة المحيطة، حيث استغرقت عمليات الإعادة والإعمار وقتاً طويلاً، واستمرت الذاكرة الجماعية لتلك اللحظات المأساوية لعقود طويلة بعد ذلك. فالتسونامي الذي ضرب جزيرة ليتل نيكوبار في أكتوبر 1847، لم يكن مجرد حادث مروري في تاريخ البشرية، بل كانت درساً قاسياً ومؤلماً يُظهر لنا قوة الطبيعة وهشاشة وجودنا أمامها.