في عام 1894، خلفت هزة أرضية تسونامياً مشتبهاً على سواحل قوس كالابري الإيطالية، تمتد من تروبيا إلى كانيتيلو. حينها، كان أحد الصيادين في منطقة سكيلا يجلس في قاربه وشعر وكأنه يسحب إلى أعلى، بينما كان البحر هادئاً تماماً؛ ثم بدأت المياه في الفور بالغليان بشكل عنيف، لتهدأ فجأة مرة أخرى. وتذكر آخرون أن قواربهم قد غرقت في الماء. كما أفاد شهود في منطقة بيتسو بالقرب من فيلا سان جوفاني بأن البحر كان هادئاً خلال الزلزال، حيث بدا أحد القوارب وكأنه غرق، ثم ظهر مرة أخرى.
تلك اللحظات التي شهدتها سواحل المنطقة كانت من الفزع والرعب، حيث تصارع الناس مع مياه البحر المضطربة والأمواج الهائجة. تتناوب مشاهد الهدوء المريب مع الفوضى والتشويش، فالبحر الهادئ يتحول فجأة إلى بركان من الحركة والعواصف، يبتلع كل شيء في طريقه.
وفي ذلك الوقت، كانت البواخر تغرق وتطفو مرة أخرى، وسط صراخ البحارة والصيادين الذين كانوا يكافحون من أجل بقائهم. الحادثة لم تكن مجرد كارثة طبيعية، بل كانت تجربة مرعبة لقوى الطبيعة التي لا يمكن السيطرة عليها.
ومن هنا، يتجلى لنا مدى هول الكوارث الطبيعية التي قد تصيبنا في أي لحظة، وضرورة التأهب والاستعداد لمواجهة تلك الظروف القاسية التي قد تعصف بنا دون سابق إنذار.