في السابع والعشرين من نوفمبر لعام 1999، وقعت حادثة تسونامي مأساوية في جزر فانواتو بمحيط المحيط الهادئ. كانت لهذه الحادثة آثار وخيمة على السكان والبيئة المحلية. فقد أودت الأمواج المدمرة بحياة ثلاثة أشخاص بعد أن جرفتهم إلى البحر، حيث وصلت موجة تسونامي التي يقال إنها اجتاحت ساحل الجزيرة الجنوبي بطول 2 كيلومتر. ولم يتم العثور على اثنين آخرين تم سحبهم إلى البحر، ويفترض أنهم لقوا حتفهم. لم تصدر نظام تحذير التسونامي في المحيط الهادئ تحذيرًا بشأن هذه الحادثة لأن قوة الزلزال كانت دون الحد الأدنى المطلوب لذلك، وفي الواقع، لم يحدث تسونامي مدمر في الحقل البعيد.
تتألف فانواتو من قوس جزر شكلته الانغمار للصفيحة الأسترالية تحت الصفيحة الهادئ. فهي نشطة زلزاليًا، حيث تعتبر الزلازل بقوة 5-6 شائعة، خاصة في منطقة الحوض المركزي المحصورة بين إسبريتو سانتو ومالاكولا إلى الغرب، ومايو وبينتيكوست إلى الشرق. وقع زلزال بقوة 6.4 في الحوض المركزي في عام 1965، تلاه في اليوم التالي زلزال بقوة 7.0 بالقرب من إيبي. وحدث زلزال بقوة 7.0 أيضًا في عام 1981 جنوب مالاكولا. بسبب التضاريس الوعرة لفانواتو، فإن الانهيارات الأرضية تحدث بشكل شائع مصاحبة للزلازل – وقد تحدث هذه الانهيارات الأرضية أيضًا في عرض البحر. لاحظ وونغ وجرين (1988) العديد من الانهيارات الأرضية الكبيرة تحت الماء في الحوض المركزي التي يمكن أن تكون قد أحدثت تسونامي. وقعت تسوناميات سابقة في عام 1875 (“فانواتو”)، و1961 (جنوب إيفاتي)، و1965، التي شهدت تسوناميين في يومين متتاليين (الأول في الحوض المركزي، والثاني بالقرب من إيبي). ومن المرجح أن معظم التسوناميات في المنطقة لم يتم الإبلاغ عنها ببساطة لأن السكان متفرقون جدًا، ولأن التسوناميات الصغيرة قد تضرب فقط السواحل غير المأهولة. كلا الحلول الخاصة بجامعة هارفارد والمسح الجيولوجي الأمريكي لزلزال 26 نوفمبر 1999 لم توضع على الحدود الصفيحية، ولكنها قريبة من عيب انحدار كبير في القوس الخلفي. يبدو أن الآلية الزلزالية لجامعة هارفارد تظهر السطح الفاشل يضرب بزاوية 20 درجة، مع انحناء زاوي عالي (62 درجة) نحو الشرق. تبدو هذه الآلية متسقة مع الحركة على ساق من عيب الانحدار الكبير. تسبب التسونامي الذي تم توليده بواسطة هذا الزلزال في أضرار في جميع أنحاء وسط فانواتو. أفادت الشهود العيان بانضمام ثلاث موجات تسببت في الأضرار، قادتها موجة انخفاض رائدة، كما حدث أيضًا خلال تسوناميات فلوريس 1992، وجاوة الشرقية 1994، وميندورو 1994، وإيريان جايا 1996.
يروي شهود في خليج مارتيلي أن المد ينحسر فجأة لأكثر من 200 متر، وبدأ القرويون في الهروب إلى المناطق المرتفعة في الظلام. كان لديهم حوالي 10 دقائق للهروب. نجح معظم السكان البالغ عددهم حوالي 300 شخص في الوصول إلى المناطق المرتفعة، لكن بعض كبار السن تركوا في القرية عندما هاجمت موجة تسونامي بارتفاع يقدر بنحو 30 قدما ودمرت تماما قرية خليج مارتيلي. غرقت سفينة ساحلية تزن 50 طنًا تسمى “هاليمون”، والتي تملكها وونغ سي سينج في خليج تيسمان، شرق وسط ماليكولا. وفقًا لكين ماكغوان الذي يساعد فريق إدارة الكوارث الوطني في التحقيق في السفينة، “كانت السفينة موجودة في 40 قدمًا من الماء في خليج تيسمان. بعد الزلزال، اختفى معظم الماء من الميناء، حوالي 6 أمتار عموديًا، ثم هبت موجة بارتفاع 3 أمتار وتركت السفينة عالقة على مرجان مرجاني تاركة السفينة مثقوبة بواسطة الشعاب المرجانية. عندما هب الماء مرة أخرى للمرة الثانية، غرقت في 20 قدمًا من الماء وسبح الطاقم لإنقاذ أنفسهم.”
أدت التسونامي إلى وفاة خمسة أشخاص فقط في المنطقة من بين سكان يقدر عددهم بنحو 300 شخص، وهو ما يُعزى إلى (أ) … الليل كان مضاء بالقمر جيدًا؛ (ب) قدرة الأشخاص الرئيسيين على التعرف على المؤشرات المبكرة للتسونامي …