تسونامي عام 1897 في الفلبين

في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر عام 1897، عاصفة من الدمار والخراب اجتاحت الجنوب الغربي لجزر الفلبين، جراء هزة أرضية عنيفة بلغت قوتها الذروة ما بين الدرجة الثامنة والتاسعة من مقياس روسي-فوريل. تعرضت سفينة البخار “بروتوس”، المتواجدة بالقرب من زامبوانجا، لهزة بحرية شديدة، حيث تشكلت أمواج عاتية تتجه نحو الشرق، لتصل سواحل زامبوانجا بعد نحو 10 دقائق من وقوع الهزة. وفي حوالي الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي، شهدت زامبوانجا هزة أرضية جديدة بنفس شدتها كالهزة السابقة. ومن ثم، حدث ظاهرة أثارت حالة من الذعر الشديد، حيث انخفضت مستويات سطح البحر بمقدار 5 أمتار، ثم ارتفعت وانخفضت بسرعة هائلة. وبعد سلسلة من هذه الذبذبات في مستوى سطح البحر، بدأت أمواج البحر في فيضان المدينة، على الرغم من عدم تقدمها إلى ما وراء بعض المنازل الأولى. حملت المياه القوارب الصغيرة المرسوة في الميناء وتركتها عالية وجافة على اليابسة. ووفقاً لشهود العيان، فإن أعظم تذبذبات في مستوى سطح البحر لوحظت بين الساعة الثالثة والرابعة عصراً، وعند الساعة الرابعة وصلت واحدة من أقوى الأمواج الثانية. واستمرت هذه الظاهرة لأقل من ساعتين. وفي إيزابيلا، نصف ساعة بعد الهزة الأرضية، اندفعت المياه بصوت هائل عبر الممر الشمالي الشرقي المؤدي إلى الميناء. ارتفعت الأمواج الهائلة قادمة من الغرب وجرفت كل شيء على الشاطئ؛ حيث ارتفعت مستويات سطح البحر على الأقل 7 أمتار فوق العلامة المعتادة. وتحركت المياه صعوداً وهبوطاً أكثر من 30 مرة، وكانت إحدى الأمواج أكبر بكثير من غيرها. وكسرت الأمواج على الشاطئ بقوة بحيث تدحرجت بسهولة أخشاب البناء بطول 6 أمتار وقطع الحجر. وتم جرف متجر بقالة، ودمرت 25 منزلاً، وتعرضت قارب المدمرة جنرال لاسو للخطر. وتسببت الزلزال في إصابات ووفيات على مزارع قبيلة المورو، حيث توفي شخصان وأصيب 7 في بانيغايان، وتوفي 5 وأصيب 6 في بالاوان، وتوفي 3 وأصيب 6 في لابوتان، وتوفي 5 وتم تدمير منازل في ماتيبان، وتم جرف 8 منازل في تاغو. وشهد شاهد عيان على قارب راسية في خليج سيبوجوي أن المياه رفعت القارب مع مراسيه مراراً وتقريباً كانت السفينة في خطر كبير. وفي ميناء دابيتان، ارتفعت مستويات سطح البحر بمقدار 2 أمتار عند رأس الخليج. وفي جزيرة نيغروس، في الظهيرة، كان قارب يعبر الخليج؛ حيث تعطلت تماماً حركته بفعل الأمواج. وفي جزيرة خولو، بعد 15 دقيقة من الزلزال، بدأت المياه في الارتفاع والانخفاض بفترات 15 دقيقة، انسحبت بعيداً 200-250 متراً عن الشاطئ. وكانت أقصى ارتفاع للمياه متراً واحداً. وتهدأت البحرية العاتية بحلول الساعة 9:30 مساءً بالتوقيت المحلي. وفي جزيرة سياو بإندونيسيا، لوحظ انخفاض في مستوى سطح البحر بعد ساعة ونصف من الزلزال. وفي نصف ساعة، انسحبت المياه بعيداً إلى ما وراء معدل حد الجزر. ثم عادت، ووصلت إلى معدل حد الفيض في دقائق قليلة. وجاءت تقارير عن موجات المد البحري أيضاً من الساحل الشمالي لجزيرة كاليمانتان (منطقة كودات) ومن الساحل الشرقي لجزيرة سومطرة. وبين جزيرة لابوان وساحل جزيرة كاليمانتان، حيث كان عمق المياه 6 أمتار، ظهرت جزيرة صغيرة جديدة بصمت من المياه بعد الساعة الواحدة ظهراً في الحادي والعشرين من الشهر. كانت الجزيرة مكونة من الطين والحصى وارتفاعها حوالي 20 متراً، وكانت طولها 200 متر وعرضها 150 متراً. وكانت سطحها ينبعث منه غازات حارة، وكان هناك رائحة بترول قوية. ومن الممكن أن تكون الجزيرة قد تكونت من تأثير أمواج المد البحري؛ ومن جهة أخرى، قد يكون ناتجاً عن ثوران طيني تحت الماء. وفي السواحل الغربية لباسيلان، أسفر تسونامي عن مئات الضحايا. وفي إشارة إلى الكارثة، فقد فقدت حياة 100 شخص بسبب الهزة الأرضية وموجات المد البحري.