في الحادية والعشرين من أغسطس عام 1856، وعلى بعد حوالي 11:40 صباحًا بالتوقيت العالمي، وقع زلزال في بحر البوران بالجزائر، في نفس المكان الذي وقع فيه الزلزال السابق في اليوم السابق من تاريخ الحدث. ولكن كان هذا الزلزال أقوى بكثير من السابق. وقد أثار هذا الزلزال أمواجاً مدًّا تسونامية. بلغ ارتفاع هذه الموجات ما بين 2 إلى 3 أمتار في جيجل، حيث غمرت الساحل عدة مرات. وظلت الأمواج مرتفعة في البحر لمدة ثلاثة أيام وليالٍ. وفي فيليبفيل (الآن يُسمى سكيكدة)، انحسرت البحر فجأة ثم عاد تدريجياً ليغمر الساحل إلى ارتفاع 60 سم. وانحسرت المياه بعد الزلزال في بوجي بحوالي 35 متراً، ثم ارتفعت 5 أمتار وغمرت الساحل 5-6 مرات. وارتفعت المياه بجانب بوجي على طول الشاطئ بمقدار متر واحد تقريباً وغمرت الشريط الساحلي عدة مرات، واستمر ذلك لمدة 12 ساعة.
ووفقًا للمعلومات التي قدمها أمبرازيس، فإن تشكل هذه التسونامي والتي وقعت في الأيام السابقة لم يكن مرتبطًا بالحركات الزلزالية التكتونية لقاع البحر، بل كان مرتبطًا بتدفقات مضطربة، كما في حالة أحداث 9 سبتمبر 1954.
وقد ورد أيضًا في المعلومات التي قدمها بيري، أن في يوم 21 أغسطس عام 1856، في تمام الساعة 11:40 بالتوقيت العالمي، حدث زلزال بقوة VIII وبلغت قوة التسونامي 4 درجات. وقد تسبب هذا الزلزال بصدمة قوية دمرت بشكل شبه كامل مدينة جيجل الساحلية. حيث شعر بها على نطاق واسع جداً: نصف قطر المنطقة التي تقع ضمن خطوط العزل III حوالي 360 كم. وتوفي من 3 إلى 5 أشخاص. وشعر بها أيضاً في نيس وجنوة. وفي جيجل، بلغت ارتفاع الأمواج 2-3 أمتار، مما أدى إلى غمر الساحل.
وفي فيليبفيل (الآن يُسمى سكيكدة)، انحسرت البحر فجأة وعادت تدريجياً لتغمر الساحل إلى ارتفاع 0.6 متر. وفي بوجي، ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار 5 أمتار مما أدى إلى غمر الساحل 5-6 مرات. وفي بون، ارتفع مستوى البحر بمتر واحد مع غمر الساحل.
وبذلك، يُظهر التحليل الشامل للأحداث في أغسطس 1856، الأضرار الجسيمة والتدمير الذي خلفه الزلزال والتسونامي في عدة مناطق ساحلية بالجزائر، مما يبرز أهمية الاستعداد والتأهب لمثل هذه الظواهر الطبيعية القوية والمدمرة.