في الأول من أبريل عام 2014، وبعد الزلزال الذي بلغت قوته 8.2 درجة على مقياس ريختر، هز شمال تشيلي، وتسبب في وقوع تسونامي مدمر على طول ساحلها الذي يمتد على مسافة تبلغ حوالي 4000 ميل. لم يقتصر تأثير هذا الحدث الطبيعي المأساوي على تشيلي فقط، بل أثر أيضًا على مناطق بعيدة مثل جزيرة إيستر وأرض الأحلام. تعرض أكثر من مليون شخص لخطر الأمواج المدمرة التي دفعتهم إلى التوجه إلى المناطق الأعلى، بعدما تلقوا تحذيرات من المسؤولين، وقد شملت هذه التحذيرات حتى سكان جزيرة إيستر الواقعة على بعد أكثر من 2000 ميل من الساحل. وفيما كانت المناطق الساحلية تشهد إجلاءاً سريعاً، فقد وصف رئيس بلدية ألتو هوسبيسيو الواقعة على بعد ميل واحد تقريبًا جنوب شرق إيكيكي، الكارثة التي أحدثها التسونامي بأنها كانت مجرد “مدًا عاليًا”، لكنها تسببت في دمار هائل وخسائر بشرية ومادية فادحة.
تسببت الأمواج العاتية في تدمير ما يصل إلى 80٪ من قوارب الصيادين، بينما تعرضت سواحل تشيلي، ولا سيما مدينة إيكيكي، لأضرار جسيمة، حيث غمرت البحر مسافة تصل إلى ثلاثة أحياء كاملة في إيكيكي. ولم يكتف التأثير بتشيلي فقط، بل امتد إلى دول أخرى مثل بيرو والإكوادور وهندوراس، حيث تم تشديد التحذيرات من مخاطر تشكل موجات المد البحري العاتية. وقد تسبب الزلزال في خسائر بشرية محدودة، حيث بلغ عدد الوفيات بين 1 و50 شخصًا، لكن الأضرار المادية كانت هائلة، وقدرت بملايين الدولارات. وفي ظل هذا الوضع الكارثي، تضافرت جهود السلطات المحلية والدولية لتقديم المساعدة والدعم للمتضررين، في محاولة للتعافي وإعادة بناء المناطق المتضررة وإعادة الاستقرار للمجتمعات المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية الهائلة.
