في الحادي والعشرين من فبراير عام 1996، شهدت منطقة الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية حدثًا طبيعيًا مدمرًا، حيث ضربت موجة تسونامي شمال بيرو، محدثةً تأثيرات مدمرة على الساحل والمجتمعات القريبة. بدأ الأمر بزلزال بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر، تسبب في حدوث تسونامي قاتل، أسفر عن وفاة اثني عشر شخصًا، وإصابة سبعة وخمسين آخرين، فضلاً عن تضرر ثلاثمائة وخمسة وسبعين شخصًا بحاجة للمساعدة، من بينهم خمسة وثمانون شخصًا تلقوا تعويضات عن فقدان المحاصيل. كما دمرت خمسة عشر منزلًا وأثرت على اثنين وعشرين آخر، وتضررت وغرقت سفينتان، وتضرر ثلاثة وعشرون أخرى. واندفعت موجة التسونامي بشكل خاص عند خليج سامانكو جنوب تشيمبوتي، حيث انتزعت السفن وألقت بها إلى اليابسة بعدما تم نزحها 300 مترا داخل اليابسة وظلت محتجزة هناك في وقت الاستطلاع. وفي كويشكو، انهار جدار ميناء من الطوب غير المقوى بفعل الهزة الأرضية. وفي كويشكو، تضررت بعض المنازل الطوبية، ودمرت بعض الجدران المصنوعة من الطوب المسلح بالخرسانة جزئيًا، وتضررت 400 طن من دقيق السمك المخزنة خلف جدار من الطوب والخرسانة. الوفيات شملت ستة صيادين على الصخور في كويشكو، وأربعة أشخاص يجمعون الحطب في مصب نهر سانتا، وطفلين على الشاطئ يبحثان عن الذهب في كامبو سانتا. وذكرت الدفاع المدني أن عمليات الإجلاء جرت في منطقة تشيمبوتي بعد الزلزال وبمجرد انحسار المياه صباح الحادي والعشرين من فبراير. وتمت جميع الوفيات في مناطق معزولة، ولم يُعرف ما إذا كان ضحايا التسونامي شعروا بالزلزال أم لا، أو ما إذا كانوا يعلمون بتوقع حدوث تسونامي، أو رأوا التسونامي يقترب.
تميزت موجة التسونامي في الحادي والعشرين من فبراير بأنها وصلت في منتصف المد وعلى انحسار المد. وكان نطاق المد الطبيعي في المنطقة المستطلَعة بين 0.7 و1.1 متر. ونظرًا لأن مقياس المد في تشيمبوتي أصابه الاشباع بعد الارتفاع الأول للتسونامي، وأن سجلات سالافيري وكالاو مقطوعة، فإن تقارير الشهود عيان لها قيمة كبيرة. ووصفت الموجة عمومًا بأنها سوداء دون أي مؤشرات على الكسر، أحيانًا مع صوت همس، حيث تذكر كثيرون إما موجتين أو ثلاث موجات، عادة ما تكون في تتابع سريع، مع الموجة الثانية هي الأكبر. وكانت المدة بين الموجات متفاوتة، حيث ذكر في كويشكو حوالي 8 دقائق، وفي لا بوسا هوانشاكو 9 دقائق، وفي بلايا شيموس 25 دقيقة. ولاحظ كثيرون خلال التسونامي وبعده أن المياه أصبحت أكثر اضطرابًا، مع موجات أكبر ومظهر أكثر قذارة. وفي الدورادو وبورتو سوبي، أشار الشهود إلى الصخور وبنية الرصيف التي انسحبت خلفها المياه أولاً. ولاحظ العديد من الشهود أن المياه ظلت مرتفعة أو متجمعة لمدة 2-3 أيام.
0
