في السادس عشر من فبراير عام 1861، عندما كانت الساعة تقريباً السابعة مساءً بالتوقيت المحلي، وقع زلزال قوي بلغت قوته 8.5 درجة على مقياس ريختر في جنوب غرب جزيرة سومطرة في إندونيسيا، في خليج بادانج. كان الزلزال ذو قوة استثنائية وطول استمرار كبير، وقد ترافق معه تسونامي على طول الساحل الغربي لسومطرة بأسرها.
أحس طاقم السفينة الأمريكية “همبولت” بالزلزال عندما كانوا في عرض جزر باغاي، واستمرت الاهتزازات في سنغافورة لمدة دقيقتين، ولاحظت حالات من مرض البحر. وأثر الزلزال في منطقة داكا وتسبب في حدوث ظواهر سيش في البرك على الشرق من الهند. ولقد لوحظ ارتعاش غير عادي في مستوى المياه، يُعزى إلى هذا الزلزال، في مرصد بولكوفو الفلكي خلال الملاحظات التي أُجريت في السادس عشر من فبراير من عام 1861.
في أجيربانجيس، بدأت البحر تتلاطم خلال الزلزال. ومن حين لآخر، جفت النهر تمامًا، ثم “اندفعت” البحر على الشاطئ، متقدمًا بقوة كبيرة. كانت هذه التذبذبات في مستوى النهر تتكرر حتى ظهر اليوم التالي، وكانت مدة التذبذب الواحد 15 دقيقة.
في بولو تيلو، لقي نحو سبعمائة شخص حتفهم، فيما لقي حوالي عشرون شخصًا حتفهم في سينكيل. أما في فورت لاوندي على الساحل الجنوبي لجزيرة نياس، فقد لقي نحو خمسين شخصًا حتفهم. وفي غونوغسيتولي على الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة نياس، لقي “العديد” من سكان المنطقة حتفهم.
تم تدمير جزيرة لاباو شمالي جزيرة نياس تقريباً بالكامل، حيث لقي مئات السكان حتفهم. وعلى ساحل أتشيه، ارتفعت المياه 1.5 متر، وفقًا لمصادر أخرى، فقد دمرت الموجة بالكامل ساحل أتشيه نتيجة لغزو مفاجئ للبحر، الذي اخترق اليابسة، وقلع الأشجار ودمر المحاصيل والمنازل، وعندما انسحب، أخذ معه مجموعة كبيرة من السكان. في ميناء أنالابو وحده، لقي مئة وخمسة وثلاثون شخصًا حتفهم غرقًا.