في العام 1202، بتاريخ العشرين من شهر مايو، شهدت منطقة جنوب غرب سوريا والمناطق المجاورة لها حدثًا مدمرًا للغاية، حيث ضرب زلزال عنيف بقوة 7.6 درجات على مقياس ريختر، وتبعه انهيار أرضي. لم يترك الزلزال جدارًا واحدًا سليمًا في مدينة نابلس، فقد اختلطت جميع الأشياء بالتربة، وحتى أسس الجدران لم تبقَ سليمة في بيت جالا. وقد دمرت معظم المدن في مقاطعة حوران تمامًا، حيث تم تسويتها على سطح الأرض. وقد هدمت مدينتي يرقا وصور تمامًا.
في أعقاب الزلزال على سواحل سوريا، فتحت المياه في البحر بعض الشقوق في أماكن مختلفة وانقسمت إلى كتل تشبه التلال، ووجدت السفن أنفسها على الأرض الجافة؛ حيث تم رمي عدد كبير من الأسماك على الشاطئ. وفي جزيرة قبرص، جفت ميناء في بافروس بعد الزلزال، بعد ذلك غمرت المدينة بالمياه، مثل ليماسول.
وخلال النصف الثاني من عام 1201 وبداية عام 1202، تعرضت سوريا وفلسطين لعدد من الزلازل الشديدة، حيث ارتفعت البحر بفعل الزلزال على السواحل السورية وحتى قبرص، واندفعت داخل اليابسة؛ حيث فتحت البحر في بعض الأماكن بقوى مائية ضخمة كالجبال وتغمرت الأرض محطمة المباني وملؤها بالأسماك الميتة. ويبدو أن الموجة البحرية الزلزالية شعر بها على طول سواحل سوريا، من يافا إلى جبل ح وأيضًا في قبرص.
يمكن تفسير حدوث موجة بحرية زلزالية بين قبرص وسواحل سوريا من خلال تكوين انزلاق كبير الحجم تحت الماء من الحافة القارية لسوريا، نتيجة للزلزال. فشمال عكا تضيق الرف القاري إلى عدة كيلومترات فقط، وقبالة سواحل لبنان تتسارع المنحدرات القارية من قرب عكا شمالًا إلى ميل متوسط يبلغ 10 درجات. وفي هذه الظروف، فإن السبب الرئيسي للموجة البحرية الزلزالية هو الانهيار البحري. ويعرض الساحل بأكمله للانهيار بسبب وجود الملحيات في الطبقة الرسوبية.
وفي يوم 22 مايو 1202، ضربت موجة المد البحري مع زلزال مصدره السواحل السورية وقبرص ومصر. وقد تم تسجيل شدة الموجة بدرجة 4 على مقياس الشدة.
تلك الأحداث ليست مجرد فصول في تاريخ ماضٍ، بل هي لحظات من الواقع المروع الذي عاشته تلك المناطق، حيث تعرضت لخسائر هائلة في الأرواح والممتلكات، مما يجعلنا نتأمل في قدرة الطبيعة الهائلة وضراوتها التي لا تُضاهى، وفي نفس الوقت تدفعنا للاستعداد والتحضير لمثل هذه الكوارث المحتملة في المستقبل.