في عام 1884، وتحديدًا في شهر نوفمبر، سجلت محطة قياس مدى المد والجزر في ساوساليتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية حركات في مياه البحر، ويُعتقد أن سببها كان زلزال تحت الماء. بدأت هذه الحركات في الساعة الثامنة صباحًا واستمرت حتى الحادية عشر صباحًا، وكانت عبارة عن تسع موجات فقط بارتفاع قدره عدة بوصات فقط. تميزت هذه الموجات بصفاتها الزلزالية بشكل واضح، مما يشير إلى أنها ناجمة عن نشاط زلزالي، على الرغم من ارتفاعها المتدني. توضح التقارير أن هذه الموجات كانت تتكرر بينها فترات زمنية قصيرة، لا تتجاوز السبعة عشر دقيقة. وعلى الرغم من انتشار هذه الحركات المائية، فإنها لم تسفر عن أي أضرار ملموسة، نظرًا لارتفاعها المنخفض وقصر مدتها.
وفي الأيام نفسها، كانت المنطقة تشهد ظروفًا جوية عاصفة، حيث تم تسجيل هطول أمطار في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، وتقارير عن رياح شديدة في الأرصاد الجوية. تشير التقارير إلى أن هناك اضطرابات بحرية قصيرة الفترة في بعض التواريخ، ثم بدأت الموجات طويلة الفترة في الثاني عشر من الشهر، وسجل المشغل “اضطراب تحت الماء”. ورغم أنه لم يتم تحديد مصدر معروف للتسونامي، إلا أن بداية الظاهرة كانت تظهر بشكل طارئ، ونظرًا للظروف الجوية المعروفة في تلك الفترة، فإن هذا الاضطراب المائي على الأرجح كان ناتجًا عن حالة الطوفان العاتية.
هذه الحادثة تُظهر بوضوح كيف يمكن أن تتسبب الظروف الجوية العاصفة والنشاطات الزلزالية تحت الماء في توليد حركات مائية غير عادية تُسجل على محطات الرصد، وتعتبر هذه الأحداث مهمة لفهم الظواهر الطبيعية والتحذير من المخاطر المحتملة في المستقبل.