في عام 1821، كنت ضابطاً بحرياً صغيراً على متن سفينة جلالة الملك فيجو، السفينة الحامية في سانت هيلانة، تحمل علم الرباط الخلفي للأمير الرامية، وكان يقودها الكابتن توماس براون، خلال الفترة الأخيرة من منفاه نابليون. كانت لدي مسؤولية إدارة مرفق ممتاز على الشاطئ يُسمى “مربى المواشي”، للحفاظ على توفير ماشية سمينة للسرب بعد وصوله من الرأس الأعظم، نحيفة ونحيلة. كان فريقي من الرجال ينام دائما على متن السفينة، ويقوم بالنزول إلى البر في الصباح الباكر في اليوم التالي. وفي بداية شهر مايو، الشهر الذي أصبح ملحوظًا بوفاة الزعيم الكبير، التي وقعت في اليوم الخامس، كنا نجري مثل العادة القارب الكبير، مع عدة فرق عمل على متنه، لكننا لاحظنا أن الأمواج كانت عنيفة جدًا لدرجة أنه لا يمكن للقارب الكبير المليء بالرجال أن يحاول النزول، لذا حاولنا النجاح بهذه المهمة عن طريق القارب الصغير بعدد قليل من الركاب في كل مرة، بما في ذلك نفسي.
قمنا بالوصول إلى الشاطئ بهذه الطريقة، وقليلون كنا، بما في ذلك أنا، وبعد لحظات كنت مشغولًا في محادثة مع ضابط من سفينة شركة الهند الشرقية “غانجيس”، وكنت محاطًا بنساء من السكان الأصليين وبعض الأطفال واللاسكار، عندما شعرت بسحب قوية على ذراعي، وسمعت شخصًا يصرخ – “انظر إلى الأفق، اركض، انقذ نفسك، سنفقد الجميع!” لقد نظرت، والمنظر الذي شاهدته لن أنساه أبدًا، كان مرعبًا للغاية وفاتنًا. على الأفق، من الشمال الغربي، ظهر تموج هائل، أو ارتفاع ضخم، يشبه بنكًا من الماء يتدحرج بكل روعة نحونا، مباشرة في عين الرياح. سواء كانت قلقي بشأن القوارب، أو أن الدهشة قد شلتني، لا أستطيع أن أقول، ولكن شعرت بأنني مشدود إلى مكاني وحيدًا، وقبل أن أحاول إنقاذ نفسي، مثل الآخرين، عن طريق تسلق الصخور، جرفت بسرعة البرق، وسط هذا الموج الداكن.
كادماً شعرت في لحظة بصدمة عنيفة، أردتني لبعض اللحظات؛ عندما استعدت الوعي تمامًا، وجدت نفسي في كهف الحداد، والفران يقع فوق فخذي. يجب أن ألفت الانتباه إلى هذا الظرف، حيث أن وزنه حال دون سقوطي في البحر مع انحسار المياه، وحال دون تحطمي على الصخور، لهذا أدين بنجاتي. بالقرب مني كان ينام لاسكاران، أحدهما انشق في الوسط، وجمجمة الآخر تحطمت إلى قطع – كلاهما ماتا. خشية عودة الأمواج، حيث أن البحر عادةً يجري بسرعة مرتين، ثم يعود بعنف مضاعف، استخدمت رئتي بأقصى طاقتي؛ لحسن الحظ، سمع النجار صراخي وأنقذني. كانت ملابسي ممزقة، وكانت أذناي وعيناي وأنفي مليئة بالرماد والدم؛ لكن باستثناء بعض الكدمات والجروح الط