في الثالث من مايو عام 1481، تعرضت جزيرة رودس لهزات أرضية عنيفة استمرت لمدة عشرة أشهر متتالية، حيث اجتاحت موجات التسونامي سواحلها بعنف، مخلفةً وراءها دماراً هائلاً وخسائر فادحة. وقد وصفت هذه النشاطات الزلزالية المروعة على النحو التالي:
خلال ساعات الليل الهادئة من الثالث من مايو، تصاحبت هزة أرضية شديدة مع هطول أمطار غزيرة بشكل غير مسبوق، بل وكانت الأمطار تتساقط بكثافة تجعل البعض يعتقد أن الجزيرة كانت على وشك الغرق تحت ثقل السماء. مع ازدياد شدة الهزات الأرضية بشكل كبير، وبفعل الرياح العاتية التي هبت من البحار المتلاطمة، ارتفعت مياه البحر إلى أكثر من عشرة أقدام فوق مستوى سطح البحر، ما تسبب في فيضان الأراضي القريبة وتهديد مدينة رودس بالدمار التام والنهائي. وكانت الرياح بهبوبها الشديد، والهزات المتتالية (حيث هز الأرض سبع مرات ذلك اليوم)، سبباً في قلق السكان الذين اعتقدوا أن جزيرتهم على وشك الغرق تحت المياه. ولكن بعد ذلك بقليل، فجأة ما عادت المياه إلى أماكنها المعتادة، وعاد البحر إلى هدوئه مرة أخرى، وتوقفت الهزات الأرضية. وتبين أنه لم ينهار أي منزل في المدينة، وأن الأضرار كانت محصورة في الميناء حيث تسببت قوة الأمواج في قطع حبال سفينة كبيرة مما أدى إلى اصطدامها بصخرة وغرقها برفقة كامل طاقمها.
وفي هذا السياق، جاءت تقارير أخرى تشير إلى أن الزلزال القوي الذي ضرب المدينة أدى إلى تدمير كبير في مدينة رودس، مما أسفر عن وفاة العديد من الأشخاص. وشهدت الفترة التالية للزلزال اهتزازات أرضية متكررة حتى النصف الثاني من عام 1482. ثم ارتفعت البحر بأكثر من 3 أمتار واندفعت نحو الشاطئ، مما تسبب في قطع خطوط ربط سفينة كبيرة ترسو في الميناء، وانحرفت إحدى السفن نحو مضيق صخري وغرقت مع طاقمها عندما انحسرت المياه. وأظهرت الأضرار الناجمة عن موجات التسونامي أنها أكبر من الأضرار الناتجة عن الزلزال نفسه.
بالإضافة إلى ذلك، وفقاً لتقارير أخرى، فإن الزلزال الذي وقع في الثالث من أكتوبر من نفس العام، أدى إلى إحداث موجة بحرية هائلة، حيث تم تشكيل موجة بحرية جليدية جراء الزلزال المدمر على جزيرة رودس.
باختصار، شهدت جزيرة رودس في العام 1481 سلسلة من الزلازل والتسونامي التي أحدثت دماراً هائلاً وخسائر فادحة، حيث تسببت في وفاة العديد من الأشخاص وتدمير الممتلكات، مما جعلها واحدة من الكوارث الطبيعية الأكثر تدميراً في تلك الحقبة.