في العشرين من أبريل عام 1988، شهدت جزيرة فولكانو في بحر التيراني الجنوبي حادثة لها آثار كبيرة، حيث تسبب انهيار أرضي في انفصال كتلة ضخمة تقدر بحوالي 200،000 متر مكعب من الطمي والصخور من الجانب الشمالي الشرقي لبركان لا فوسا. هذه الكتلة الضخمة انهارت في البحر خلال نحو 10 ثوانٍ فقط، مما أدى إلى تكوُّن تسونامي صغير في الخليج الواقع بين نقطة نير ونقطة لوسيا. وجديرٌ بالذكر أن هذا الجزء من الجزيرة غير مأهول بالسكان تمامًا. وقد شاهد أحد الصيادين الحادثة وهو على متن قاربه القريب.
تمت ملاحظة موجة بارتفاع يُقدَّر بحوالي 5.5 أمتار في ميناء بورتو دي ليفانتي، وربما حتى في منتيروسا، جزيرة ليباري. سجَّلت شبكة مقياسات الزلازل في جزر إيوليان الاهتزازات الناتجة عن الانهيار. وتم تقدير كتلة الانهيار من خلال نماذج للتضاريس استُنتجت من حملات تصوير جوي أُجريت في عامي 1981 و1991.
في الوقت نفسه، كانت النشاطات البركانية لبركان لا فوسا في ازدياد خلال عامي 1987-1988، بدءًا من يونيو 1987، حيث سُجِّلت تشوهات في الأرض وتسلسل زلزالي في 9-14 أغسطس 1988. ويصعب تحديد السبب المباشر للانهيار، إلا أن أبسط الافتراضات تقول بأن الكتلة كانت مستقرة على نقطة حرجة من الاستقرار وذلك بفعل الاهتزازات الزلزالية المرتبطة بسلسلة الزلازل التي أثرت على المنطقة المحيطة بفولكانو من مارس إلى يونيو 1988.
ولم تكن هناك بيانات آلية متاحة عن الزلزال، لعدم وجود مقاييس المد في المنطقة، لكن التسونامي شوهد بوضوح خاصة في ميناء بورتو دي ليفانتي. حيث شهد أحد الصيادين، الذي كان في قاربه في منطقة تكوين التسونامي، وقت الانهيار، صوتًا عاليًا، وعندما التفت نحو الساحل، كان لديه الانطباع بأن الجبل كان يتجه نحوه بسرعة. تسببت موجة إيجابية في رفع القارب دون أن تتسبب في أضرار، حيث بلغ ارتفاع الموجة المائية نحو 1-2 مترًا. ثم شعر بانخفاض القارب، وتبعت الموجات الأخرى الأصغر بعد الموجة الأولى. وفي الميناء، لم يُلاحظ أضرار جسيمة جراء الهزة.
معلومات إضافية تشير إلى أنه تم رصد موجات بارتفاع يبلغ حوالي 0.5 متر في بعض المناطق على جزيرة ليباري. وقُدرت شدة التسونامي بمستوى 2.