في السابع والعشرين من يوليو عام 1971، تعرضت منطقة بحر سليمان ببابوا غينيا الجديدة إلى حدث طبيعي مدمر، حيث شهدت سلسلة من الأحداث التسونامية الناتجة عن زلزال قوي بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر، وقد وقع هذا الزلزال في عمق يبلغ 48 كيلومتراً تحت سطح الأرض.
الزلزال القوي الذي ضرب جزيرة نيو آيلاند سجل تأثيراته بوضوح، حيث وصلت أمواج التسونامي إلى مدينة راباول بعد مرور حوالي 28 دقيقة فقط من وقوع الزلزال، وقد بدأت بتقلص صغير تبعته سلسلة من الأمواج ذات القمم العالية. وقد تم تقدير ارتفاع الأمواج القصوى من القمة إلى القاع بحوالي 5-6 أمتار، رغم عدم تسجيل مثل هذا المستوى في مقياس المد والجزر. واستمرت فترة الأمواج لحوالي 30 دقيقة. وقع هذا الحدث خلال حالة من انخفاض المد، ولكن ارتفاع المياه القصوى كاد يغمر العلامة العادية لمستوى المد بمقدار 1.8 متر. وتسببت الفيضانات الساحلية في تلف القوارب والسيارات والمباني.
ووصلت أمواج التسونامي إلى ارتفاع 18 سم وفترة 27 دقيقة كما سُجل في سجلات مقياس المد والجزر في آلوتاو (مادانج، بابوا غينيا الجديدة). في خليج أنيوا تم تسجيل ارتفاع قدره 42 سم وفترة 10 دقائق. وتسبب التسونامي في تدمير منازل ومرافئ ومزارع على الساحل الجنوبي لجزيرة نيو آيلاند حيث أفادت القرى الساحلية بالتدمير. وكانت مزرعة في ميتليكا، بالقرب من منطقة الزلزال، قد دمرت تماماً. وتسللت الأمواج إلى الداخل بمسافة 800 متر. كما تعرضت جزيرة نيسان التي كانت قريبة من مركز الزلزال أيضًا لأضرار. وتوزعت الدمار الناتج عن التسونامي بشكل غير منتظم على طول الساحل المتضرر. وقد تجنبت بعض الأماكن الضرر في حين تعرضت الأماكن الأخرى لأضرار كبيرة.
وشهدت مناطق خارج نيو بريتان ونيو آيلاند أيضًا تأثيرات التسونامي. حيث سُجلت الارتفاعات التالية للتسونامي: 24 سم في كواجالين، 9 سم في تتوك، 6 سم في ويك، 12 سم في ميدواي، 12 سم في هونولولو، 30 سم في كاهولوي، 9 سم في لوس أنجلوس، 15 سم في كريسنت سيتي، و 6 سم في جزيرة أتو.
وقد تركزت الأضرار جزئياً في منطقة رأس القديس جورج والقرى والمزارع المجاورة لها. وكانت القرى الأكثر تأثراً هي لاماسا ولامبوم، حيث ضربتهما أمواج المد التي اجتاحت طرف رأس القديس جورج. أما القرى الأخرى مثل ماتكامالاجير وباكوم وموروكون وتارون فلم تتعرض لأمواج المد. وكانت الأضرار في هذه القرى الأخيرة ناتجة بشكل رئيسي عن الارتجاج الأرضي بمفرده.
وتم تسجيل ارتفاع التسونامي بحوالي 6.5 متر في ميناء راباول، مما تسبب في أضرار فيضانية على طول الواجهة البحرية. وأُبلغ عن الأضرار الناجمة عن التسونامي في جنوب نيو آيلاند. كما شعر به في شرق بابوا غينيا.
تلك هي الأحداث الجلية التي واجهت المنطقة خلال ذلك اليوم المشؤوم، حيث لم تتوقف الطبيعة المدمرة عن إظهار قوتها الهائلة، مخلفة خلفها أثراً مدمراً يستحق التوثيق والتذكر.