في يونيو من عام 1994، وتحديدًا في اليوم الرابع منه، عند الساعة 00:58 بالتوقيت العالمي المنسق، شهدت منطقة جنوب جاوة في إندونيسيا سلسلة من الهزات الارتدادية الكبيرة. وقعت الهزة الأولى، التي بلغت قوتها 6.5 درجة مقياس مينا-لوي-سيلي (Ms)، في تمام الساعة 21:07 بالتوقيت العالمي المنسق في اليوم السابق، أي في 3 يونيو (الساعة 04:07 بالتوقيت المحلي للمنطقة في اليوم التالي، وهو 4 يونيو). أما الهزة الثانية، فقد وقعت عند الساعة 00:58 في يوم 4 يونيو، وبلغت قوتها 6.3 درجة مقياس مينا-لوي-سيلي (Ms). وكانت الهزة الثالثة، بقوة 6.2 درجة مقياس مينا-لوي-سيلي (Ms)، في الساعة 00:45 في يوم 5 يونيو.
من المرجح أن هذه الهزات الارتدادية الثلاثة قد تسببت أيضًا في توليد موجات تسونامي أصغر بحجمها. ومن الجدير بالذكر أن هناك تقارير تشير إلى وقوع تسونامي صغير بعد الهزة الرئيسية بمدة يومين، حيث أفاد شهود عيان على جزيرة بامبانغان بوصول تسونامي آخر. هذه الهزة الارتدادية أدت إلى تكوين موجة بارتفاع يبلغ 3.0 أمتار.
وفي نفس اليوم، أيضًا في يوم 4 يونيو، عند الساعة 00:58، شهدت معسكر السيرفرز الاسترالي في جي-لاند، على حافة غابة بلينجكونج في شرق جاوة، واحدة من أكثر التجارب إثارة ورعبًا. فقد تعرض ستة متسابقين محترفين أستراليين إلى لحظات حياتهم عندما ضرب تسونامي معسكرهم. كان السيرفرز الستة نائمين في المعسكر عندما ضربت موجات تسونامي بارتفاع 6.0 أمتار، مغسلة المتسابقين والأكواخ وكل شيء آخر في المعسكر إلى داخل الغابة. وقد جرفت اثنين من المتسابقين مئات الأقدام داخل الغابة، لكن الجميع نجا بأعجوبة.