في الثاني من يونيو عام 1994، وقع زلزال بقوة 7.2 درجة على مقياس مسح الزلازل (و7.8 على مقياس الزلازل الكبيرة الحقيقية) قبالة سواحل جزيرة جاوة في إندونيسيا. كان مركز الزلزال على بعد حوالي 200 كيلومتر من الساحل الجنوبي الشرقي لجاوة. وقع الزلزال في الليل، ولم يستيقظ سوى نسبة قليلة تتراوح بين 10 إلى 20% من الناس جراءه. وبعد مرور حوالي 30 إلى 40 دقيقة من الزلزال، بدأت الأمواج (ثلاثة أمواج متميزة) في الوصول إلى الشواطئ. معظم الناس كانوا لا يزالون نائمين عند وصول الموجة، وتم جرف معظم المنازل المبنية بشكل أساسي من القش.
وقد أودت الكارثة بحياة حوالي 223 شخصا، فيما تم تسجيل اختفاء 15 شخصا آخرين، وأصيب 423 آخرون. السلطات الإندونيسية أشارت إلى تدمير 1,500 منزل، بالإضافة إلى 278 قاربا. وكانت أكثر المناطق تضررا هي مناطق لوماجانج وجمبر وبانيووانجي. وتركزت معظم الوفيات والأضرار نتيجة للموجة المدمرة على قرى بانسير ولامبون وراجيكويسي في منطقة بانيووانجي، أقصى شرق الجزيرة.
في بانسير، القرية المهمة الموجودة على كثبان رملية تصب في الخليج، دمر أكثر من 70% من الـ 1,000 مبنى، لكن لم يلقى حتفه سوى 4% (122 شخصا) من سكان القرية البالغ عددهم 3,000 شخص، واختفى 15 شخصا. وتم تدمير جميع المنازل المبنية من القش، وتضرر معظم المباني المبنية من الطوب بشدة. وكانت الموجة الثانية الأكبر والتي اندفعت 300 متر داخل البر. وقد ساعدت النخيل بين القرية والبحر في التخفيف من أضرار الموجة على الرغم من أن معظمها كان قد اقتلع. وكانت أقصى ارتفاع للموجة 9.5 أمتار. وتقدمت الموجة داخل النهر مما تسبب في فيضانات جانبية. وتم نقل قارب واحد 60 مترا داخل اليابسة.
أما في لامبون، أقصى شرق القرى التي شملها المسح، فكانت لها سكان يبلغون 700 شخص قبل الكارثة. وقد لقي 35 شخصا حتفهم، ودمرت موجة الزلزال 40 منزلا من المنازل المبنية من القش، بعضها وصلت إلى 500 متر داخل اليابسة. وتدمرت المنازل على بعد 500 متر داخل اليابسة. وتركزت معظم الأضرار بالقرب من النهر حيث كان هناك تآكل كبير. واندفعت الموجة لمسافة كيلومتر واحد على طول النهر. وقد قيست أقصى ارتفاع للموجة بواقع أحد عشر مترا فوق سفح حاد.
في راجيكويسي، كانت هناك 1,200 نسمة و300 منزل. وكان 70% من المنازل مبنية بالقش. ولقي 33 شخصا حتفهم، واختفى 14 آخرون، وتم تدمير 70 منزلا. وأفاد الشهود بأن الموجة الأولى كانت بارتفاع متر واحد تقريبا، وكانت الموجة الثانية بارتفاع ستة إلى سبعة أمتار واخترقت مسافة 100 متر. وتم تآكل كبير للشاطئ وضفاف النهر. وتم قلب المنازل المبنية من القش، وتضررت جميع المباني المبنية من الطوب.
أما في قرية واتوولا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 600 نسمة، فقد دمرت الموجة 16 منزلا مبنيا من القش، وقتل ثلاثة صيادين، وتضرر 30 قاربا بشكل خطير. ووصل ارتفاع الموجة إلى 7.58 متر.
وفي بولو ميراه، كان هناك ثمانية قتلى وتم تدمير 20 منزلا. وكان الكثيرون آخرون تضرروا بشدة. واندفعت المياه لمسافة حوالي 700 متر داخل اليابسة، مع جرف الأسماك والمحار والحجارة. وبالنسبة لقرية بوغر، لم تكن هناك أضرار ناتجة عن التسونامي على الرغم من أن الموجة الثالثة اخترقت 300 متر داخل اليابسة، تقريبا بنفس مدى الموجات العاصفة الكبيرة. واختفى ستة صيادين كانوا يعملون في البحر المفتوح.
وفي قرية رأس بيليندو، وهي قرية صغيرة للصيادين يبلغ عدد سكانها حوالي 300 نسمة، بلغ ارتفاع الموجة القصوى 3.2 متر. ودمرت ثلاثة منازل والجدار الحامي لمنشأة الصيد. واندفعت الموجة لمسافة 350 متر داخل اليابسة.
وقد أفاد شاهد عيان على جزيرة بامبانجان بأن التسونامي الناتج عن هذا الحدث بلغ ارتفاعه 4.6 أمتار وأن تسوناميا ثانيا وصل بعد يومين.
وقال الناجون من التسونامي إن الموجات وصلتهم بشكل غير متوقع لكنهم شرحوا أنهم سمعوا صوتا هائلا وهم يحطمون على الشاطئ. في البداية اعتقدوا أنه صوت الرياح حتى وقعوا فجأة تحت تأثير المياه.