في عام 1878، وتحديدًا في العاشر من يناير، شهدت جزيرة تانا في فانواتو حدثًا طبيعيًا مدمرًا بشكل استثنائي، حيث تعرضت لزلزال قوي أحدث تأثيرات وخيمة على البيئة المحلية والمجتمعات الساكنة في المنطقة المحيطة. وقد أثر هذا الزلزال بشكل رئيسي على ميناء بورت ريزوليوشن، حيث شهدت مياه البحر ارتفاعًا هائلًا بلغ 40 قدمًا، مما أدى إلى ارتفاع قاع البحر بنحو 10 أقدام.
وفي أثناء الزلزال، تشكلت حفرة جديدة بالقرب من “خليج الكبريت”، وقد اعتقد البعض أن هذا التشكل كان نتيجة لانفجار بركاني. وبعد حوالي دقيقتين، ارتفعت الساحل بمقدار 6 أمتار على طول الجانب الغربي الكامل لميناء ريزوليوشن، مما أدى إلى تضييق مساحة المراسي والمرفأ، وظهرت مرساة قديمة مغمورة سابقًا في مكان واحد، حيث كانت السفن ذات التفريغ الثقيل ترسو بحرية. وقد تسبب الزلزال في تكوين موجة عاتية بارتفاع يتراوح بين 12 و17 مترًا، وفقًا للمصادر المختلفة، وهذه الموجة غمرت الطرف الشرقي من الميناء ودمرت جميع قوارب السكان المحليين وجميع المزارع المجاورة. وعندما انحسرت المياه، تركت الكثير من الأسماك عالقة في الشجيرات.
بالإضافة إلى ذلك، أدى الزلزال إلى ارتفاع قاع البحر بمقدار 3 أمتار في بعض المناطق، وقد رافق ذلك موجات مدية كبيرة، وقدر ارتفاعها بـ 3 أمتار على الأقل. كما تكونت بركان جديدة على جزيرة تانا، وتحديدًا في بركان ياسوا، حيث لم يشير سابر إلى الزلزال، بينما لم يذكر ميلن وزيبرغ الثوران البركاني. وتباينت الأرقام المقدمة بين 12 و17 مترًا لارتفاع الموجات المدية.
تلك الأحداث الطبيعية الكارثية التي شهدتها جزيرة تانا في عام 1878 تجسد مدى قوة الطبيعة وتأثيرها العاتي على الحياة البشرية والبيئة المحلية، مما يستدعي من السلطات المعنية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية السكان والممتلكات في المناطق المعرضة للمخاطر الطبيعية المشابهة في المستقبل.