في خريف يوم 15 يونيو عام 1877، شهدت شمال تشيلي حدثًا طبيعيًا مروعًا، فقد تجلى الطبيعة بكل قوتها وعنفوانها في مشهد لم يُشاهد مثيل له من قبل. كانت الساحل الشمالي لتشيلي، بالقرب من بلدة بيساغوا، هي الموقع الذي شهدت فيه الكارثة، حيث ارتفعت عمودًا هائلًا من المياه فجأة، يعلو على القليل من البعد عن الشاطئ، مما أدى إلى تكوين تيارات دوامية قوية في المياه المحيطة. ولقد تم الإبلاغ في الوقت نفسه عن هزات أرضية مستمرة لفترة طويلة، مصحوبة برنين مدوٍ، في مناطق متفرقة أخرى من المنطقة، مثل كاليتا بابيلون دي بيكا وتشانارال.
تلك اللحظات كانت بمثابة صدمة للسكان المحليين، حيث شهدوا تجلي القوى الطبيعية الهائلة بأعينهم، وشعروا بتأثيرها القوي على بيئتهم المألوفة. ومع أن البحر يبدو دائمًا ساكنًا وهادئًا، إلا أنه يمكنه في أي لحظة أن يندلع بقوة هائلة، مخلفًا وراءه دمارًا واسع النطاق.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الحدث لا يزال يثير الكثير من التساؤلات والشكوك، فعلى الرغم من الشهادات عن الظواهر الطبيعية القوية، إلا أن هناك شكوكًا كبيرة حول مدى صحة البيانات المتوفرة، وذلك يجعلنا نتساءل عن حقيقة ما حدث في تلك اللحظات المرعبة. إنها تذكير قوي بأن قوى الطبيعة قد تكون مذهلة وغامضة في نفس الوقت، مما يجعلنا ندرك بقوة عظمة هذا العالم وتقلباته الغامضة التي قد تظهر في أي لحظة، مما يجعلنا نحترس ونستعد لمواجهة ما قد يأتي في المستقبل.