في السادس من مايو عام 1952، شهدت منطقة بحيرة هورون الجنوبية في ولاية ميشيغان، الولايات المتحدة الأمريكية، حدثًا طبيعيًا استثنائيًا أحدث تأثيراته ما يشبه تمامًا موجة مدّ عابرة للمناطق الساحلية، وهو ما يُشبه في البحر ما يُعرف بتسونامي. فقد أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها تاريخ 5 مايو 1952، بأن “مدينة بورت هيورون في ميشيغان شهدت تأثيرًا شبيهًا بالتسونامي، حيث اجتاحت ثلاث موجات ضخمة الضفاف… وأوضحت دائرة الأرصاد الجوية أن تغيرًا مفاجئًا في الضغط الجوي، جاء مرفقًا برياح قوية وعاصفة مطرية، كان وراء هذه الظاهرة.” وتوجد معلومات تشير إلى أن الحدث قد يكون ناجمًا عن انزلاق جبلي في المياه العميقة قبالة الشواطئ، حسب ما اقترحه لوكريدج وآخرون.
تعتبر هذه الحادثة مثيرة للاهتمام بسبب العوامل المتعددة التي قد تسببت فيها، بما في ذلك التغيرات الجوية المفاجئة والتيارات الهوائية القوية والأمطار الغزيرة والتي قد تكون أدوات لإحداث اضطرابات في المياه الداخلية. ويُظهر هذا الحدث الطبيعي كيف يمكن أن تؤدي التغيرات الجوية المفاجئة إلى ظواهر غير عادية في البيئة المائية، ويبرز أهمية فهم تلك العوامل وتأثيراتها على البيئة والمجتمعات الساحلية.
ومن الجدير بالذكر أن الحدث أحدث أضرارًا مادية جسيمة وربما خلق حالة من الذعر بين السكان المحليين، مما يجعله محط اهتمام الباحثين والعلماء في دراسته وفهم آثاره والعوامل التي أدت إلى حدوثه. وبفضل التقارير الموثقة والدراسات اللاحقة، يمكن للمجتمع العلمي أن يستفيد من فهم أعمق لهذه الظواهر الطبيعية ويعزز قدرته على التنبؤ بها والتصدي لتأثيراتها في المستقبل.