في السادس من مارس عام 1895، في تمام الساعة 6:35 مساءً بالتوقيت المحلي، وقع زلزال في بحر سليمان قبالة جزيرة صغيرة في مجموعة تروبرياند؛ عند خط عرض 8 درجات و32.5 دقيقة جنوبًا وخط طول 151 درجة و02.5 دقيقة شرقًا. حيث شعرت السفينة بارتداد الزلزال واهتزازها لأكثر من دقيقة. كانت الحركة طفيفة لكنها ملحوظة، وكانت تشبه إلى حد كبير الحركة التي تنقلب فيها السفينة بفعل البرغي عندما يتم عكسه ويصطدم الجزء الأمامي من السفينة بالأرض. وبقدر ما رأيت، فإن الارتداد لم يؤثر على سطح البحر بالقرب من السفينة.
وعند وصولنا إلى كافاتاري في الصباح التالي، وجدنا أن الزلزال قد شعر به على اليابسة في تلك المنطقة. لقد أدى الزلزال إلى اهتزاز الأشجار وتكوين حفرة قرب القرية. الحفرة، التي كان قطرها بضعة أمتار وعمقها حوالي أربعة أقدام في أعمق جزء منها، بدت وكأنها ناتجة عن انهيار الغطاء الأرضي لفجوة تحت الأرض.
وفي اليوم التالي وصلنا إلى جزيرة سيم-سيم وتعلمنا أن هزات الزلزال قد شعر بها في مساء السادس من مارس، وأن الجزيرة كانت قد تأثرت أيضًا بموجة من البحر. وكان الشرح الذي قدمه أحد السكان المحليين عن الزلزال والموجة هو كالتالي: بعد غروب الشمس بقليل شعروا بارتداد، تلاه صوت دوي عالٍ على ما يبدو ليس بعيدًا جدًا، ثم تبعه ارتداد آخر. بعد ذلك، كان هناك هدوء قصير، ثم سمعوا صوت تقدم الموجة، التي ضربت تقريبًا السهول. ضربت المياه البيوت الهشة للسكان المحليين وجرفت أجزاء منها، جنبًا إلى جنب مع الأثاث المنزلي، إلى البحر. لقد غرق طفل صغير، ورأينا رجلاً تعرضت جلده لبعض الجروح الخطيرة.
وقال أحد سكان قرية بونا إن “منذ حوالي 11 عامًا (1895) ارتفعت المياه بنفس الطريقة ولكن بارتفاع أعلى بكثير، وقد أعطاني أسماء 26 شخصًا من بونا الذين فقدوا حياتهم.” وقد أشار تقرير إلى أن المعلومات التي توصلت إليها تشير إلى أنه كانت موجة تسونامي ناجمة عن زلزال حقيقي – انحسرت البحر لبعض المسافة قبل وصول الموجة. سافرت الموجة بعمق اليابسة نحو الداخل لمسافة تصل إلى حوالي 4 أميال جنوبًا إلى منطقة أونوندا. وفي تاريخ 14 سبتمبر 1971، أجريت مقابلة مع ماكينزي، ولم يتمكن من إعطائي الكثير سوى أن والده كان صبيًا صغيرًا في ذلك الوقت، وأن الموجة كانت على الأرجح بارتفاع حوالي 20 قدمًا وقد تركت نيكسون في بعض الشوك.
وعند وصولنا إلى رأس فوغل في 21 مارس، تعلمنا من السكان هناك أن موجة كبيرة قد ضربت الشاطئ، على ما يبدو في خليج بورلوك. كانت أخبار الكارثة قد وصلت إلى الساحل عن طريق السكان. لم يستطع السكان تحديد التاريخ، ولكن الوقت الذي قدموه كان بعد غروب الشمس بقليل، مما يتطابق مع الوقت الذي جرفت فيه المياه على سيم-سيم. وقال السكان إن “أربع قرى صغيرة في خليج بورلوك التي تقع قريبة من بعضها البعض قد جرفت وغرق بعض الناس.”
تقارير تشير إلى أن التسونامي كان محليًا جدًا و/أو موجهًا، حيث انحسرت المياه أولاً ثم عادت كتسونامي بارتفاع 6 أمتار في سيم-سيم، ومع ذلك، لم يُلاحظ أي تأثير على كاوا على بعد 20 كم فقط. وتم الإبلاغ عن “موجة كبيرة” في خليج بورلوك على شبه جزيرة بابوا غرب جزر تروبرياند حيث جرفت أربع قرى، وغرق بعض القرويين. في بونا، ذكر أن 26 شخصًا غرقوا. لقد افترضنا ارتفاع التسونامي هناك بين 3 و 5 أمتار لتسبب الضرر المبلغ عنه. في سيمبانغ (بالقرب من فينشهافن)، وصفت الملاحظات المفصلة لمستوى سطح البحر التي قام بها المبشر ج. ج. بفالزر تسونامي نموذجي بتدفق يصل إلى حوالي 1 متر.